facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




واشنطن في طريق والعالم في طريق والغياب هو النهاية


صالح الراشد
26-03-2025 12:39 PM

شعور العظمة هو الخطيئة الأسوأ في تاريخ الدول كونه يجعل قادتها يعتقدون أنهم قد وصلوا للقمة، وحسب التاريخ ودروسه المتعددة عبر جميع القرون فإن السقوط مصير محتوم لكل دولة تصل للقمة، لنجد أن عديد الدول بخيرها وشرها قد سيطرت على الأرض وفي أوج عظمتها سقطت وانتهت، وفي القرن الثامن عشر كانت الغلبة لبريطانيا التي كانت لا تغيب عن مملكتها الشمس وفرنسا التي احتلت غالبية أفريقيا، وقبلهما كان الصراع بين البرتغال وإسبانيا ولن ينسى أحد المغول والتتار ونهايتهم، وقادت الأمة الإسلامية العالم لقرون طويلة بفضل قوتها حتى ركن قادتها للعبث فأنهارت دولة هي الأعظم، واليوم يتكرر المشهد مع الولايات المتحدة التي وصلت قمة المجد والسطوة والسيطرة والإنحلال والظلم وصناعة القهر لتصل لبداية طريق التفكك والسقوط.

وتتعامل الولايات المتحدة مع دول العالم أجمع بفوقية مقيتة جعلت عديد دول العالم التي تتمسك بكرامتها ترفض هذه القيادة إن لم يكن بشكل شمولي فبشكل جزئي، لنجد أن دول حليفة للولايات المتحدة مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ترفض خطط الرئيس الاميركي ترامب بتهجير أهل غزة بذريعة إعادة الإعمار، وتتعهد قيادتها بالعمل لانجاح المبادرة العربية باعادة الإعمار بوجود أهل غزة على أرضهم وهي الخطة التي رفضها ترامب، ثم وقفت جميعها ضد العدوان الصهيوني الوحشي لقطاع غزة بعد اتفاق السلام وتبادل الأسرى، كما عمل على استفزاز الدول الأوروبية بطلبه من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدفع المال أو ان الولايات المتحدة لن تدافع عنهم وقال ترامب: "أعتقد أن هذا أمر منطقي إذا لم يدفعوا، فلن أدافع عنهم"، وهذه الرسالة موجهة لثمانية وعشرين دولة أعضاء في الناتو إضافة للولايات المتحدة وهم: بلجيكا، كندا، الدنمارك، فرنسا، ايسلندا، إيطاليا، لوكسمبورغ، النرويج، البرتغال، بريطانيا، اليونان، تركيا، ألمانيا، إسبانيا، التشيك، المجر ، بولندا، بلغاريا، استونيا، لاتفيا، رومانيا، سلوفينيا، سلوفاكيا، ألبانيا، كرواتيا، الجبل الأسود، مقدونيا، فنلندا، السويد.

ومع دول أخرى اعتمد ترامب على طريقة الابتزاز والتهديد والإملاءات، وبالذات لدول الشرق الأوسط فطلب من الأردن ومصر استضافة الفلسطينيين الذين ستقوم القوات الأمريكية بتهجيرهم من بلادهم وهو ما رفضته الأردن ومصر علانية، وقرر منفرداً بأن على دول الخليج دفع المال لواشنطن بدل الحماية، وهدد الدنمارك بغرينلاند المكسيك وبنما ومنظمة "بريكس" التي تضم كل من: روسيا، الصين، البرازيل، الهند، جنوب إفريقيا، إيران، مصر، إثيوبيا، الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا إضافة إلى واحد وخمسين دولة مرشحة للانضمام لعضوية "بريكس" وتسعى لإرساء نظام عالمي متعدد الأقطاب لا تسيطر عليه قوة واحدة، ويشكل تضامن دول البريكس الآن قوة تفاوضية تتحدى الأهداف الجيوسياسية والاقتصادية لواشنطن.

ويبدو أن ترامب الذي يريد أن يقود العالم بسياسة العصا نسي في ظل محاولاته العابثة بأن هناك دول علاقاتها متوترة مع واشنطن وهي: أفغانستان، روسيا، كوريا الشمالية، إيران، بيلاروسيا، الصين، كوبا، اريتيريا، مالي، ميانمار، نيكاراغوا، اليمن، سوريا، النيجر، فنزويلا، وزيمبابوي، إضافة لحلفاء روسيا من أمثال كازاخستان، الصين، أرمينيا، هنغاريا، صربيا،فنزويلا وايران، ولم يجد ترامب وفريقه الحكومي أي طريق سلس للتواصل لاتفاقات مع هذه الدول والتي تنتظر لحظة تفكك وسقوط الولايات المتحدة من الداخل بقوة حُمق قرارات ترامب، وحينها سيتغير المشهد وتصطف الولايات المتحدة بجوار منغوليا والعراق وتركيا التي حكمت العالم في عز مجدها وقوتها ثم انهارت هذه القوى فأصبحت دول بلا تأثير عالمي.

آخر الكلام:
ماذا ستفعل الولايات المتحدة إذا تقاربت الدول الأوروبية مع روسيا ورفضت دول الخليج استثمار أموالها في الولايات المتحدة؟، ففي العالم أكثر من مئة دولة ترفض الهيمنة الأمريكية وتريد تعديل النظام العالمي، ورغم ذلك فان الدولة العميقة التي تقود البيت الأبيض غير مهتمه لوصولها لقناعة بأنها فوق المحاسبة، وفي عالم الرياضة نقول ليس المهم الوصول للقمة لكن المهم المحافظة عليها، فهل تعتقد واشنطن أنها بوجود ترامب ستبقى قائدة لعواصم العالم أم أن سطوتها ستتلاشى وتصبح من الأفلين؟!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :