facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مواجهة التحديات في ظل الهيمنة والاستعلاء


سامي شريم
03-04-2025 08:23 AM

في عالم تهيمن عليه القوى العظمى وتنتهك فيه القوانين الدولية وتفرض فيه الاجندات السياسية بقوة السلاح او الضغط الاقتصادي تواجه الدول الصغرى تحديات وجودية في الحفاظ على سيادتها ومصالحها فكيف يمكن لهذه الدول ان تحمي نفسها في نظام دولي غير متوازن الجواب يكمن في اتباع استراتيجيات ذكية تعتمد على بناء القوة الذاتية وتعزيز التحالفات الاستراتيجية واستغلال الادوات الدبلوماسية والقانونية بفعالية.

لا يمكن للدول الصغرى ان تعتمد على الشجب والاستنكار فقط ففي عالم تحكمه موازين القوى يجب ان تمتلك ادوات الردع وهذا يتطلب تطوير القدرات العسكرية عبر تحديث الجيوش وتدريب القوات وامتلاك اسلحة متطورة تمكنها من الدفاع عن حدودها كما يتطلب تعزيز الصناعات الدفاعية لتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي مما يحفظ الامن القومي ويقلل من تأثير العقوبات اضافة الى تنمية الاقتصاد المحلي فاقتصاد قوي يعني قدرة اكبر على الصمود في وجه الضغوط الدولية والاستثمار في البنية التحتية والصناعة والزراعة يضمن استقلالية اكبر.

وحدة الدول الصغرى وتضامنها يمكن ان يشكل قوة مضادة لهيمنة الكبار وهذا يتحقق عبر التكتلات الاقليمية مثل تحالف دول الجنوب او التعاون بين الدول المتوسطة القوة لخلق تكتل مؤثر كما يمكن عبر الشراكات الاقتصادية والعسكرية مع دول اخرى لديها مصالح مشتركة مما يخلق توازنا ضد هيمنة القوى الكبرى كذلك الانضمام الى منظمات دولية مستقلة مثل مجموعة ال77 او تحالفات بعيدة عن الهيمنة الغربية او الشرقية.

رغم ان القانون الدولي ينتهك احيانا الا انه يبقى اداة مهمة للدول الصغرى لفضح الانتهاكات وكسب التأييد العالمي وهذا يشمل رفع القضايا امام المحاكم الدولية مثل محكمة العدل الدولية لمحاسبة الدول الكبرى على انتهاكاتها وحشد التأييد الدبلوماسي عبر خطابات في الامم المتحدة او الحملات الاعلامية لكشف المظالم واستخدام العقوبات الدبلوماسية مثل سحب السفراء او تجميد العلاقات مع الدول التي تنتهك السيادة.

لا يمكن لدولة ضعيفة داخليا ان تواجه التهديدات الخارجية لذا يجب تعزيز التماسك الوطني عبر الحوار بين الاطراف السياسية وتجنب الانقسامات ومكافحة الفساد لانه يضعف مؤسسات الدولة ويجعلها عرضة للتدخل الخارجي وتعزيز الشرعية الشعبية عبر سياسات شفافة تزيد ثقة المواطنين بحكومتهم.

القوة العسكرية والاقتصادية ليست كافية فالصورة الدولية مهمة وهذا يشمل دعم الثقافة والاعلام لنشر الرواية الوطنية ومواجهة الدعاية المعادية وتعزيز التعليم والبحث العلمي لانتاج كفاءات قادرة على تطوير البلاد والمساعدات الانسانية والدبلوماسية العامة لكسب التعاطف العالمي.

الدول الصغرى ليست عاجزة لكنها بحاجة الى استراتيجيات ذكية تجمع بين القوة الذاتية والتحالفات الذكية والدبلوماسية النشطة التحدي كبير لكن التاريخ اثبت ان الدول التي تعتمد على نفسها وتوحد صفوفها يمكنها الصمود يجب الا تنتظر هذه الدول تغييرا في ضمير الكبار بل عليها ان تبني قوتها وتفرض احترامها الكرامة لا تمنح بل تنتزع بقوة الارادة والعمل الجاد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :