facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حلم “ممر داود” وإنعكاساته الخطيرة على المنطقة


فيصل تايه
05-04-2025 10:00 AM

بثّت القناة "١٢" الإسرائيلية قبل ايام تقريرًا مفصلًا عما سمّى بمشروع “ممر داود” من حيث مساراته الجغرافية وأهدافه وأبعاده الاستراتيجية، حيث أظهرت الخرائط التي تضمنها التقرير وصول المشروع إلى عمق الأراضي السورية والعراقية، فهذا المشروع “ممر داوود”، الذي كان يُنظر إليه كضرب من الخيال، بات اليوم حقيقةً تتشكل على الأرض، اذ ان من خلاصة هذا المشروع الذي يعد جزءًا من التشويهات الدينية التاريخية للكيان الإسرائيلي، تتمثل في جانب منها بالامتداد من النيل إلى الفرات، وهذا يقتضي تدمير وتخريب وتقسيم وإخضاع دول عربية كبيرة ومؤثرة، في هدف واضح مرتبط بالسيطرة على الموارد الطبيعية ، ناهيك عن اضعاف الدول المجاورة ، ومن ثم خلق واقع جيوسياسي جديد، يمنح إسرائيل نفوذًا واسعًا في قلب المنطقة العربية، تحت غطاء أمريكي مباشر.

من الملاحظ ان أوساطًا وشخصيات سياسية وعسكرية وأمنية “إسرائيلية”، أسهبت خلال الشهور القلائل الماضية في الترويج والتنظير والتبشير بهذا المشروع ، وليتحول الكلام النظري إلى تطبيقات وممارسات عملية على أرض الواقع في خضم الفوضى التي تعصف بالمنطقة واستغلال حالة الانهيار التي عاشتها سوريا خلال السنوات الماضية ومن ثم سقوط النظام السوري في الثامن من شهر ديسمبر ٢٠٢٤م ، عبر استغلال غياب السلطة المركزية ، وتراجع وانحسار دور وحضور وتأثير قوى وأطراف إقليمية ودولية، ارتباطًا بتداعيات التغييرات الدراماتيكية السريعة في المشهد السوري ، ما شجع تحرك إسرائيل بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمها التوسعي القديم ، في مشروع “ممر داود” ، لتكرس سيطرتها على مسار استراتيجي يمتد من الجولان المحتل، مرورًا بدرعا والسويداء، وصولًا إلى قاعدة التنف الأمريكية، ثم نحو مناطق نفوذ “قسد” في الرقة ودير الزور، ليتصل بكردستان العراق.

ان من بين التطبيقات والممارسات العملية لمشروع “ممر داود” على أرض الواقع و"كما شهدنا" دخول الجيش الإسرائيلي إلى عمق الأراضي السورية، ووصولاً إلى تخوم العاصمة دمشق ، مع الحرص على تدمير العديد من المنشآت العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية في سوريا، من مخازن أسلحة وقواعد عسكرية ومصانع ومعامل، ناهيك عن دخول جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) متوسعا ومتمدد ميدانيًا، فبات يصول ويجول في مساحات غير قليلة من الجغرافيا السورية .

من الواضح ان “ممر داود” لا يختلف كثيرًا من حيث الجوهر والمضمون عن مشروع “الشرق الأوسط الكبير”، أو مشروع “صفقة القرن”، أو عموم ما يطلق عليه بـ”السلام الإبراهيمي” ، ولا شك أن المخطّطات والمشاريع الصهيونية التي تستهدف تفكيك وحدة سوريا والعراق ، وتقسيم وتشظية كل منهما جغرافيًا، وبث الفتن والصراعات بين مكوناتهما ، وذلك ليس وليد اللحظة بل يعود إلى المراحل الأولى لتأسيس الكيان الغاصب قبل نحو ثمانية عقود من الزمن .

الان وبينما تواجه سوريا تحديات وتهديدات كبيرة للغاية، وتبدو الصورة ضبابية ومشوشة فيها إلى حد كبير، يسعى الكيان الإسرائيلي جاهدًا لاختراق الجغرافيا العراقية ايضاً ذلك بالعمل على تفكيكها وتشظيها وتقسيمها عمليًا، وبالتالي الاقتراب أكثر فأكثر من إتمام هدفه الاستراتيجي المتمثل بتدمير وتخريب وإخضاع سوريا والعراق، والعمل على محاصرتهما ، وهذا بالطبع يمس الأمن القومي لدول الجوار السوري والعراقي وعموم المحيط الإقليمي، لذا فإن أي اضطراب وفوضى سواء في سوريا أو غيرها من دول الجوار الجغرافي، لا بد أن تنعكس سلبًا على أمن المنطقة، وان ذلك، يعني في ما يعنيه، أن المنطقة واقعة في بؤرة الاستهداف ضمن مشروع تفتيتها وتوسيع مساحات الكيان الصهيوني وهيمنة ونفوذه، وهذا ما ينبغي التنبه إليه والحذر منه، وهذا يؤكد ضمن مجمل الدلائل والمؤشرات والمعطيات، أن وضع المنطقة الأمني والسياسي والمجتمعي اليوم يقع في دائرة الاستهداف .

وأخيرا فان المنطقة العربية وكما قالها الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية "عمرو موسى" باتت تواجه “انحطاطا سياسيا مؤسفا ، منا ادى الى استغلال اراضيها استغالاً حمانا الله من آثاره” .

بقي ان اقول : نسأل الله العلي القدير ان يحفظنا ارضا وشعباً وقيادة ويجنبنا كل مكروه ويديم علينا النعمة والامن والاستقرار والسلامة وان يسدد خطانا على طريق الخير والحق وسائر بلاد العرب والمسلمين فهو ولي ذلك والقادر عليه ..

والله ولي الصابرين
آمين يارب العالمين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :