facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حتى لا نقع عن الجبل والوطن لن يهتز


صالح الراشد
07-04-2025 08:41 PM

كتب الأديب اليمني محمد مصطفى العمراني في قصة بعنوان ( نحن والحمير في المنعطف الخطير )، وفيها تحدث عن معاناة أهل قريته الذين ينقلون مياه الشرب من عين ماء وكان لا بد لهم أن يسلكوا في طريقهم إلى العين منعطفاً خطيراً بجانب واد سحيق تسبب في وفاة عدد من الأطفال نتيجة سقوطهم مع الحمير بالوادي، وبعد عقود من الزمن كان وجهاء القرية يجتمعون في منزل أحدهم يناقشون موضوع المنعطف وكيفية إيجاد حل لهذه المشكلة، وعندما سألهم الكاتب الذي تعرض أكثر من مرة للسقوط في الوادي عندما كان طفلاً يذهب مع الحمار إلى العين، لماذا لا تسلكون طريقاً آخر آمن للوصول إلى العين؟ ، قالوا: ( نحن نمشي وراء الحمير وهي من تسلك بنا ذلك الطريق ).

هذا هو الوضع الموجع الذي يمر به وطننا الغالي الأردن حيث تنمر البعض وطالبوا بأن نسير على خطى مجموعات من الخارج، فيركب أطفال السياسة في الأردن على ظهور الأفكار القادمة من خارجة على أمل إيصال العصيان المدني للأردن، ويعتقد أطفال السياسة والبطولات أنهم يلوون ذراع الشعب والحكومة والقوات المسلحة للذهاب صوب المجهول، وهي الرغبة الجارفة التي يبحث عنها قادة الكيان لإشعال حرب جديدة لا يمكن لأحد مهما كان ضليعاً معرفة نهايتها، ولا يستطيع أي خبير أن يصل بحساباته لمدى خساراتها، فهي مواجهة مفتوحة مع عدو يتكأ بكل قوة على الدول الغربية، فيما نحن بلا عمق استراتيجي بعد ضياع العراق وبلا أجنحة تدعمنا حيث تحتاج سوريا لمن يحميها، فيما العرب متفرقون مرتعبون كل يتحسس رأسه ويبحث عن التضحية بغيره لينال النجاة.

إن العالم اليوم غير عالم الأمس، والحصيف من ينجوا في هذه المرحلة ويبقى واقفاً على قدميه بانتظار تغير موازين القوى ، ومواقف الأردن السياسية تجاه فلسطين وغزة واضحة منذ اليوم الأول ولا لُبس فيها ولا يشاهدها بوضوح إلا من فقد البصر والبصيرة وأصبح يبحث عن أدوار البطولة على حساب أي طرف حتى لو كان الخاسر الوطن الذي يئن تحت أزمة اقتصادية وضغوط سياسية وتهديدات أمنية عابرة للحدود، فغزة ليست قضية مُدعوا النضال ليوم واحد بل هي قضية تعيش وتسكن بل تعشش في فكر ووجدان كل أردني، وهذا الشعب العظيم لا يحتاج لصكوك الغفران من أحد ليثبت لأهل غزة أنه سند حقيقي لهم بإضراب لا يُعلم من دعا له ولا يعرف أحد غايته.

لذا دعونا لا نسير على حافة الجبل نتلمس طريقنا لعلنا نصل للخير، بل لنسر في الطريق القويم على مرأى من العالم دون خوف أو اضطراب، فنحن أكثر وجعاً من الغرب بقضية غزة التي لن ينقدها إضراب ليوم واحد، ولن يوقف آلة القتل الاسرائيلية ولن يجعل الغرب يتراجع عند دعمه للكيان، لذا نحتاج للم الصف والثبات على المواقف السياسية التي لا لُبس فيها ووصلت لمشارق الأرض ومغاربها، واليوم سيظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود لتاريخ وطننا وسيبرز من يقفون في صفه ومن يتبعون سياسات خارجية غايتها واحد وهي نشر السواد وتمزيق الشعب، لاعتبارهم بأن كل من لم يشارك في العصيان عدو لله وفلسطين والأردن، لكن خابت مساعيكم وذلت أمانيكم فالعقل الأردني حافظ على وطن آمن وسط نيران مستعرة، لذا سينجو من مخططاتكم والله ولي التوفيق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :