عيد الفايز: الإبداع الإقتصادي قبل الأمني
الدكتور عادل الطويسي
09-04-2025 02:53 PM
لن أكتب عن فقيد الوطن معالي المرحوم عيد الفايز وزمالتنا في حكومة المرحوم معروف البخيت الأولى (2005 – 2007)، حيث كان وزيرا للداخلية؛ لكني سأكتب عن حادثة تخصني شخصيا بالدرجة الأولى، وتعود لشهر شباط 1982. وقتها كان أبو سداد رئيسا لمجلس ادارة شركة النقل البري العراقية الأردنية من الجانب الأردني، وكنت قد عدت من المملكة العربية السعودية منهيا عملي هناك كمترجم في احدى الشركات الأمريكية العاملة على تطوير الحرس الوطني السعودي (لخمس سنوات)، وذلك استعدادا لأتمام معاملات بعثة الماجستير والدكتوراة التي حصلت عليها من جامعة مؤتة المنشأة حديثا آنذاك.
ولما كانت الأجراءات بما فيها الحصول على قبول من احدى الجامعات الأمريكية ستأخذ وقتا لا يقل عن ستة أشهر، بدأت بالبحث عن عمل مؤقت.
أشار علي أحد الأصدقاء بتقديم طلب لشركة النقل المذكورة والتي كانت تتمركز بشكل أساسي في العقبة. تقدمت بالطلب وبعد أسبوع أبلغوني بمقابلة في مكاتب الشركة في عمان. فقابلت رجلا علمت فيما بعد أنه "عيد الفايز". الذي سألني ماذا يمكن لي أن أعمل في شركة نقل، ووضعته في صورة وضعي بصدق، فقال اذا ستذهب لمكاتب الشركة في العقبة مترجما "للمنفستات". وان شاء الله اللقاء القادم وأنت تحمل الدكتوراة.
وبالعودة الى عنوان هذه المقالة، فقد اكتشفت كيف استطاع عيد الفايز أن يشارك بدور رئيس في تأسيس الشركة التي كانت تقوم على نقل البضائع من ميناء العقبة الى العراق في حقبة زمنية حساسة جدا بالنسبة لتلك الدولة الشقيقة. لقد تمّ التعاقد مع شركة شتاير النمساوية (والمنافسة لشركة مان الألمانية) على تزويد الشركة الأردنية العراقية بـ (400) شاحنة دون دفع أي مبلغ، على أن تستوفي شركة شتاير ثمن الشاحنات من مردود نقلها للبضائع. صفقة رائعة دبرها فكر اقتصادي مبدع.
كان لقائي التالي مع أبي سداد زميلا في الحكومة الأردنية!
رحمك الله يا ابن الأردن المخلص، وأسكنك الفردوس الأعلى.