facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




برقيةٌ إلى مَن لا يَعرِفونَ حَمَلَة الشّعار


محمود الدباس - أبو الليث
09-04-2025 06:39 PM

حين يكون الوطن هو القضية.. فإن الساهرين على حدوده.. والقائمين على أمنه.. والعاملين بصمتٍ في ظله.. يصبحون عنوان العزة.. وراية الفخار.. إنهم حملة الشعار.. أولئك الذين لم يُخلقوا من ترف.. ولا اختاروا الراحة درباً.. بل اعتنقوا الواجب ديناً.. ورضوا أن تكون حياتهم على حافة الخطر.. لا يسألون عن الراحة.. ولا يشتكون التعب.. لأنهم ببساطة.. من طينٍ آخر.. قاماتٌ لا تعرف الانحناء.. إلا لرب العالمين..

الجيش العربي الأردني.. الذي كتب على جبينه الجيش العربي.. لم يحمل السلاح فقط.. بل حمل همّ الأمة كلها.. وخاض معارك الشرف نيابة عن المستضعفين.. وجاهد بصمت عن قضية فلسطين.. وكان حارس العروبة.. حين انكسرت سيوفها.. وتبعثرت راياتها.. هذا الجيش الذي تكسرت على صلابته المؤامرات.. لم ينكسر يوماً.. ولم ينحرف عن بوصلته يوماً.. لأنه جيش العقيدة.. جيش القيادة.. جيش الشعب..

رجالٌ غيّرت ملامحهم البرد القارس في الجبال.. ولهيب شمس الصحراء ورمالها.. لكن قلوبهم.. ما زالت نقيّة كوضوء فجرٍ في خنادق الصدق.. ولم تتغير عقيدتهم ولا مبادئهم.. لأنهم ببساطة.. أبناء الأردن الذي لا يبدل جلده.. ولا يساوم على كرامته..

وما الجيش إلا نبضٌ في شرايين الوطن.. لا يكتفي بالحراسة عند الحدود.. بل يمدّ يده بالبناء في الداخل.. يشيد الجسور.. ويمد الطرق.. وينقذ العالقين.. ويساهم في إطفاء الحرائق.. ويشارك في التنمية الاقتصادية والزراعية.. بل ويحتضن الأجيال بالتعليم والرعاية والتدريب.. هو مؤسسة جامعة للكرامة الوطنية.. ومدرسة كبرى لتخريج الرجولة..

أما المخابرات العامة.. فقصتهم قصة أخرى من الشجاعة.. يعملون في صمت.. ويحملون أرواحهم على أكفهم.. يواجهون عدواً لا وجه له.. ولا زيّ.. ولا لغة غريبة.. عدوٌ يشبهنا.. ويتحدث كأنّه منّا.. لكنهم يعرفونه جيداً.. لأنهم حماة الداخل.. وفرسان الظل.. الذين إن ذكر اسمهم.. خمدت الفتن.. وارتبكت المؤامرات..

رجالٌ لا يطلبون مديحاً.. ولا يركضون نحو الإعلام.. يعملون بإتقانٍ يشبه الدعاء في جوف الليل.. يراقبون كل ما قد يُهدد الوطن.. ويجتثون الخطر قبل أن ينبت..

وإذا وجهنا نظرنا نحو الأمن العام.. والدرك.. والدفاع المدني.. فهم النسغ الذي يجعل الحياة في هذا الوطن تمضي بأمان.. يسهرون حين ننام.. يتنقلون في العتمة.. ونحن ننتقل مطمئنين.. يحفظون بيوتنا.. ويحرسون طرقنا.. ويمنعون الجريمة قبل أن تقع.. وهم من يحمون أبناءنا من سموم العصر.. المخدرات والجهل والفوضى..

رجال الدفاع المدني.. يحملون البندقية إذا اقتضى الموقف.. لكنهم يحملون في قلبهم الإنسانية أولاً.. هم من يقتحمون النار لينقذوا مَن لا يعرفونه.. ويقطعون المسافات في المطر.. والبرد.. ليسعفوا غريباً..

فهل بعد هذا كله.. يُقبل أن نسمح لأحد أن يتطاول عليهم.. بقصدٍ.. أو بغير قصد؟!..

نعم.. هم ليسوا فوق النقد.. لكن النقد لا يكون بالتجريح.. ولا بالتشكيك.. ولا بالتخوين.. ولا بإطلاق السهام من خلف الشاشات.. فهم ليسوا آلهة.. لكنهم رجالٌ نذروا أنفسهم للبلاد.. فصانوا العهد.. وحملوا الشعار بشرفٍ وكبرياء..

لكل من تسوّل له نفسه.. أن يغمز.. أو يلمز.. أو يحاول أن ينال من هذه القامات الشامخة.. نقول له.. اقترب إن استطعت.. فدونهم غضب وطن.. ونبض شعب.. وولاء ملايين لا يقبلون أن يُمسّ درعهم الحامي..

فحملة الشعار.. ليسوا خطاً أحمراً فقط.. بل هم تيارٌ من الكبرياء العالي.. يصعق كل من ظن.. أن له حقاً في الطعن أو التشكيك..

هم يحموننا بأسلحتهم.. ومهاراتهم.. ومعداتهم.. ونحن نحميهم بأهداب عيوننا..

حمى الله الأردن.. ملكاً.. وشعباً.. وأرضاً..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :