facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




برقية برلمانية - مديرية الأمن العام


د. نضال القطامين
06-07-2011 07:50 AM

هذه برقية أخرى، ضمن سلسلة برقيات ارتأيت ان أرسلها للمسؤولين، وأهدف من وراء نشرها، إشراك المجتمع وإشعارهم بأهميتها وأهمية متابعتها وحل قضاياها، لأن بخيل العلم من يتعلم ويبخل على الناس بعلمه، وافتح في هذه البرقية موضوعا شائكا خالطته وتخالطه، شبهات قانونية تحتاج لنقاش متخصص، وهو موضوع حوادث المشاة أي تلك المتعلقة بالمشاة.

وقبل أن ابدأ، استهل حديثي بالإشادة بالدور الوطني المميز والهام الذي تقوم به مديرية الأمن العام بكافة منسوبيها، في الحفاظ أولا على امن الوطن والمواطن، وحفظ الحقوق لأهلها، وانقل تحيات كل الأهل لكافة ضباط وأفراد هذا الجهاز والأجهزة الأمنية الأخرى، على كل التضحيات التي يبذلونها، في سبيل وطن آمن، ينعم بالأمن والاستقرار.

عند كل حادث دهس، يغيب عنّا، عن قصد ودونه، أمر قانوني هام، يقضي بمسؤولية قانونية لا تنحصر تحديدا في السائق، بل تجعل الأفراد (المشاة) شركاء أيضا في مسؤولية وقوع حوادث الدهس.

لقد جاء في نظام قواعد السير والمرور على الطرق رقم 3 لسنة 2004، إن المشاة، مصطلح يدخل في مفهومه كل شخص يسير على قدميه، ويعتبر في حكمه سائق الدراجة الهوائية أو الشخص الذي يدفع عربة أطفال أو عربة مريض أو عربة يد. وجاء في النظام ذاته، المادة (62) منه، إن على المشاة التزامات تترتب على استخدامهم للطريق، تتمثل في ما يلي:

- عدم قطع الطريق من جانب إلى آخر قبل التأكد من خلوه من المركبات.
- عدم النزول عن الرصيف بصورة فجائية وبخاصة عند اقتراب مركبة من مسافة لا يمكن لسائقها إيقافها لمنع وقوع حادث.

- عدم العبور إلا من المكان المخصص لمرور المشاة إذا كان على مسافة تقل عن مائة متر من مكان وقوفهم.
وجاء أيضا في نص المادة ( 63)، يحظر على أي من المشاة ما يلي:


أ‌. عبور الطريق من مكان أقيم فيه حاجز أمان على جانب الطريق أو سياج في مساحة فاصلة في الطريق أو عندما تكون المساحة الفاصلة مزروعة.
ب‌. الالتزام بالجانب المحاذي للطريق من داخل حاجز الأمان .

وجاء أيضا في قانون السير المؤقت وتعديلاته رقم 47 لسنة 2001 وفي المادة خمسين منه، نصا واضحا ومبينا للعقوبة التي يجب أن تطبق على المشاة الذين ارتكبوا مخالفات، أنه يعاقب بغرامة مقدارها دينار واحد كل من ارتكب أياً من المخالفات التالية:


أ‌. عدم استخدام المشاة للمقاطع المخصصة للعبور.
ب‌. عدم تقيد المشاة بإشارات العبور الضوئية وإشارات منظم المرور.
ت‌. السير على الشارع عند توافر الأرصفة.
ث‌. عدم التزام حافة الطريق المقابلة لاتجاه السير في حالة السير على الطرق خارج المدن.
ج‌. قطع الطريق من جانب إلى آخر قبل التأكد من خلوه من المركبات.


فإذا كان القانون قد رتّب على المشاة المخالفين لقانون السير عقوبات الغرامة، فأنه قانونيا لا يمكن لنا ان نفزع، ونحمّل السائق غير المخالف، مسؤولية حادث الدهس، وتبعات ذلك القانونية والعشائرية، بل ويلقى القبض عليه، إذا كتب له النجاة من براثن أهل المصاب، ويزج به في السجن، جنبا الى جنب مع عتاة المجرمين، بحجة تكفّل تأمينه بنفقات العلاج والصيانة. ولست في وارد الدفاع عن السائقين، فكثير منهم متهور يقود بسرعات عالية دون ضوابط تقيده بالقوانين، وباستهتار واضح أحيانا كثيرة، بل دون رخصة قيادة أيضا، ولكني في اللحظة ذاتها أريد من المشاة أيضا ان يتحملوا مسؤولية استهتارهم بحياتهم عندما يخالفوا قوانين المشاة، مثلما أريد ان يعاد النظر في كل إجراءات الأمن العام التي تلي حوادث الدهس، الى جهة تحديد مسؤولية المتسبب في الحادث وفق مخطط الكروكي، وان يتريث الأمن العام قبل ان يزج بالسائق في غرفة التوقيف، فربما لا يكون مذنبا، وان لا يرتكز الضابط المعني على مبدأ حماية السائق عندما يأمر بتوقيفه، وان لا يكون الأمر محسوما من بداية الحادث، لجهة تحميل السائق غير المذنب المسؤولية، طمعا في تكفل شركات التأمين نفقات العلاج والصيانة، وان يلقى السائق غير المذنب معاملة غير لائقة.


ان تأمين المشاة بأماكن العبور الآمنة، وجسور المشاة العلوية، وإشارات المرور، والحواجز المعدنية على الدواوير والتقاطعات، والأرصفة، وكل الإجراءات التي تيسر له عبورا آمنا وسيرا سليما، شريطة ان يستخدمها استخداما صحيحا، هو واجب وزارة الأشغال العامة وأمانة عمان الكبرى ووزارة البلديات المسؤلة مسؤولية كاملة عن خدمات المشاة على كافة شبكات الطرق التابعة لكل منها والمقصرة فيها بصورة صارخة، وهو الذي يخلي مسؤولية المشاة من حوادث الدهس.

أتفهم جيدا انعدام التأمين للأفراد، واستحالة تكفل المشاة كطرف مسبب للحوادث، بإجراءات العلاج والصيانة والتعويض، ولكني لا أتفهم أن يكون الفرد المخالف لقوانين السير، مدركا انه غير مؤمّن، ثم يغامر بحياته وحياة الآخرين ويستهتر بها، ويجر الأذى و(البهدلة) الى السائق غير المخالف، استنادا الى تعاطف رقيب السير معه بإلزام المسؤولية على السائق.

من جهة أخرى، تؤكد مديرية الأمن العام التزامها بتصنيف المهاجع، فلا يحجز السّائق الذي قد يكون شابًّا صغيراً في مقتبل العمر لم يمضِ على قيادته للسيارة سوى أياماً معدودة، في مهجع المجرمين كالقتلة أو النصّابين أو مدمني المخدّرات وغيرهم، ولا يتعرّض للمعاملة التي قد يُعامل بها السّجناء مِن: حلق شعر، أو .....الخ، والسؤال هنا، هل يطبق نظام الفصل هذا في المراكز الأمنية أيضا؟ ماذا عن الظّروف البيئيّة للمراكز الأمنية التي يحجز فيها السائقين، ماذا عن ملائمتها للمبيت ؟ وماذا عن السائقات الاناث؟ ألا يسبب هذا للسائق ألما نفسيّا لن ينساه طيلة حياته، بل ربما يصل به الأمر للانحراف، فيدخل السّجن بسبب حادث سير ويخرج منه نصّابا أو مدمنا أو قاتل!

ان جمع السائقين المتسببين بحوادث المرور والموقوفين بتهمٍ بسيطة، مع بقية العتاة والسكارى، قبل نقلهم من المركز الأمني الى المحاكم، في غرفة النظارة الوحيدة في المركز، أمرٌ لا ينبغي الاستمرار فيه، في ظل إمكانية مكوث السائق المتسبب بالحادث فترة طويلة قبل تحويله للمحكمة، وفي ظل توقع كل واحد منا أن يبتليه ربه بحادث سير مرغما و مبتلى في شوارعٍ غير مؤهلة أصلاً لحماية المشاة.

لقد أردت في ما طرحته، ان نعيش في هذا الحمى، على مبدأ العدالة ونفي الظلم، وان من ابسط مبادئ العدالة، ان لا يحمّل الفرد ذنبا لم يقترفه، وتبعات عشائرية وقانونية وجاهات وعطوات، لسائقٍ ذهب ليشتري خبزا لاطفاله، فعاد بقضية، يبقى أسيراً لها شهوراً وربما سنوات .

النائب ا. د. نضال القطامين





  • 1 سائق 06-07-2011 | 08:23 AM

    طرحٌ مهم، لن يعجب حملة اللافتات على ما اظن، ولكنه يلامس همومنا اليومية، ويطرح اسئلة مهمة حول قوانين السير وقوانين التأمين وحتى مراكزالاصلاح والتأهيل.....هل يخلو يومٌ واحد دون حادث سير؟؟؟

  • 2 متابع 06-07-2011 | 08:28 AM

    كلام يستحق صاحبة الثناء, لقد طرحت يا دكتور نضال قضية لا يتم تداولها او البوح بها, لكن هذا هو الواقع المرير الذي نعيشة في ظل عدم وجود تطبيق القوانين بالشكل السليم...

  • 3 طلال الخطاطبه 06-07-2011 | 12:07 PM

    كلام معقول فعلا. فلا يجب ان يتحمل السائق كل شيىء؛ هناك مسؤولية مشتركة طبعا.

  • 4 معن 06-07-2011 | 04:05 PM

    هذا الامر كان من المفروض ان يطرح بشكل جدي منذ زمن بعيد . الاردن بلد حضاري ويجب ان لا تبقى بعض الامور المتخلفه تغطي على انجازاته , على مجلس النواب تولي مثل هذه الامور بصفة مستعجله وتصويبها والسير بنا بعيدا عن التخلف . وشكرا للدكتور نضال القطامين على ما ورد في مقالته ,

  • 5 ابو زريق الربه 06-07-2011 | 05:09 PM

    د. نضال المحترم المشكله مشكله ثقافه مشكله تربيه مجتمع ....يتعامل بمكيالين

  • 6 احمد ياسين الشرقاوي 06-07-2011 | 05:22 PM

    تحية للدكتور مقال جميل
    بس في ملاحظة لو ترد على التلفون

  • 7 06-07-2011 | 05:29 PM

    افكار الدكتور دائما متطورة في هذا المجال ونتمنى تطبيقها لنصل الى مرحلة الدول المتحضرة في هذا المجال

  • 8 المستشار ابو عبدالرحمن 06-07-2011 | 06:28 PM

    ارجو ان ابين لماذا دائما الحق على السائق وليس على المشاه ؟
    اننا ندين بالدين الاسلامي واذا تم تخطئة المشاه في حوادث السير وجب على السائق دفع دية القتل الخطا وكون المشاه غير مؤمن لا يعترف التامين باي نفقات علاج فالحل هو السائق كونه يوجد شركة تامين تغطي الاضرار فاذا اردنا ان نطبق نص القانون وجب على السائق دية القتل الاخطا او الارش فمن اين يستطيع السائق دفع ذلك ولكن المهم في اهل المصاب ان يتفهموا هذه الحاله وانه يوجد خطا على المصاب

  • 9 رانية قعدان 06-07-2011 | 07:11 PM

    اللة عليك هدة هي العدالة صح

  • 10 مهنا المراحله 06-07-2011 | 09:03 PM

    أبدعت يا د. نضال و برأيي هذا هو التمثيل النيابي و المواطنه الصادقه قبل كل شيْ , بلا شك طرح حساس وجدي لمواضيع حساسة و واقعيه.
    جزاك الله خيرا

  • 11 متابع 06-07-2011 | 09:42 PM

    مين قال انه المساجين يتم حلق رؤوسهم ارجو التاكد يا دكتور من ذلك قبل التصريح

  • 12 محمد الحنيفات 07-07-2011 | 03:15 PM

    كلام في الصميم يستحق الشكر لصاحبه فأنت دائما تضع يدك على الجرح يا سعادة النائب ولكني لا ارى من يدوي الجرح , فيا هل ترى هل من مجيب

  • 13 محمد العوران 07-07-2011 | 07:08 PM

    برقية الى الدكتور نضال .... نرجو منك ان تتحفنا في كل عدد مقال لان اطلالتك عبر النوافذ الالكترونية رائعة وهادفة ومتخصصة وتدل على وعي وثقافة محكمة هذا مانريده من نواب الوطن الذين يلتفتون الى يوميات المواطن وتعالج مشاكلة اليومية .
    علما انني على ثقة ان هذه المواضيع لن تعجب المتصيدين في الماء العكر لا بد من تحقيق العدالة في مثل هذا الموضوع خصوصا ان عدد السيارات في الاردن في تزايد مضطرد دون الانتباه الى ضرورة تأهيل الطرق وخدمة المشاة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :