قد نمر أحياناً بجانب العَلَم دون أن نتأمل معناه نراه قطعة قماش بألوان محددة نرفعها ونحييها ثم نتابع طريقنا .

لكن الحقيقة أعمق من ذلك .

فالعَلَم ليس مجرد رمز بل هو نحن… هو تاريخنا و حاضرنا و مستقبلنا .

في السادس عشر من نيسان نحتفي بيوم العَلَم الأردني يوم نرفع فيه رايتنا عالية ونستحضر القيم التي تمثلها .

الأسود ، الأبيض ، الأخضر ، والمثلث الأحمر الذي تتوسطه النجمة السباعية …

كل لون يحمل قصة وكل رمز يعبر عن معنى .

ليست هذه الألوان عشوائية بل خيوط تنسج ذاكرة الأمة ومجد الثورة العربية الكبرى وعزة وطن لم ينكسر يوماً .

ولأن العَلَم لا يُرفَع وحده فإن كل شاب وشابة في هذا الوطن هم أعلام تمشي على الأرض .

هم الطموح الذي لا يعرف حدوداً والعزيمة التي لا تنحني والنبض الذي يُبقي هذا الوطن حياً متجدداً .

كل واحد منهم يحمل قصة ويحمل حلماً ويحمل مسؤولية …

فإن رفرفت رايتنا في السماء فذلك لأن هناك شباباً يرفعونها في قلوبهم أولاً وفي أفعالهم ثانياً .

لكن الأهم من كل ذلك أن يظل العَلَم مرفوعاً في سلوكنا في أخلاقنا في عطائنا في التزامنا وفي محبتنا الصادقة لهذا الوطن .

فمن يحب الأردن يعمل من أجله .

يتعلم، يتطور، يصنع الأثر، ويحرص أن يكون دائماً صورة مشرّفة لهذه الراية .

يوم العَلَم ليس مناسبة عابرة بل تذكير دائم بأن لدينا وطناً يستحق أن نحميه و نبنيه و نكبر به .

ونحن الجيل الذي يحمل الشعلة علينا أن نكمل المسيرة .

ارفع العَلَم، وارفع معه وعيك ، طموحك ، ومسؤوليتك .

وكل عام ورايتنا خفّاقة… وكلّنا للوطن .