facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإخوان المسلمون .. الفرصة الأخيرة قبل أن يُغلق الباب


محمود الدباس - أبو الليث
22-04-2025 02:27 PM

في زمن تتداخل فيه الحقائق مع الظلال.. وتختلط فيه النوايا مع الأجندات.. قد يبدو المشهد السياسي.. وكأنه رقعة شطرنج قديمة.. تغيرت عليها القطع.. ولم تتبدل قواعد اللعب.. والكل يتحرك على وقع الخطوة التالية.. التي قد تكون حاسمة أكثر من أي وقت مضى.

إنّ من يُراقب المشهد الأردني الوطني اليوم.. ومنذ تموز 2020.. بعد صدور قرار محكمة التمييز بحل الجماعة.. يدرك أن الرياح لا تهب عبثاً نحو بوابة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة قانونياً.. فالمقالات التي تتوالى.. والخطابات النيابية التي تخرج من النص.. والملفات القديمة التي يُعاد نفخ الغبار عنها.. ليست مجرد اجتهادات فردية.. بل هي مؤشرات على قرار قادم.. يضع النقاط على الحروف.. ومصلحة الأردن فوق اي مصلحة.

وفي مثل هذه اللحظات.. لا يكفي أن تكتفي الجماعة بالصمت المريب.. ولا أن ترد بلغة المظلومية.. التي أصبحت روتيناً غير متقبل عند الكثيرين.. و لا تُقنع الكثير من الاردنيين المتابعبن.. فالمطلوب اليوم ليس دفاعاً عن النفس.. بل تحولاً استراتيجياً كاملاً.. من شأنه أن لا تعيد تشكيل حضور الجماعة المنحلة قانوناً بنفس الهيئة في الأردن. بل بطريقةٍ أكثر صدقاً.. وأعلى التزاماً.. وأعمق جذوراً في التربة الوطنية.

تخيلوا لو أن الجماعة أعلنت.. وبكامل إرادتها.. حلّ نفسها التنظيمية -مع انها منحلة قانونياً- لا كخضوع لإملاء.. ولا كهروب من واقع.. بل كخطوة نابعة من إدراك عميق بالفشل في التعامل مع متطلبات العصر.. وأن الزمن تغيّر.. وأن ما كان يُنفع في الأمس.. لم يعُد كافياً اليوم.. وأن طريقتهم في التعاطي مع الاحداث باتت مكشوفة.. حتى لو أن النوايا سليمة.. فالله وحده من يتعامل مع النوايا.

تخيلوا أن تُعلن القطيعة الكاملة مع التنظيم الدولي.. وتُنهي ذلك الرباط الملتبس.. الذي طالما كان ثغرة في جدار الثقة.. بل وتعتذر عن كل مرحلة غموض.. أو ازدواجية.. وتختار أن تكون كياناً دعوياً وطنياً خالصاً.. بلا ولاءات خارجية.. ولا أوهام فوق الدولة.. وهل ستكسب الثقة.. إذا فقط غيرت الثوب.. وليس الجوهر؟!.

وتترافق هذه الخطوة.. مع تأسيس كيان سياسي جديد.. شفاف التمويل.. واضح البرنامج.. واضح الاسم والمرجعية.. لا يخفي رأسه حين يخطئ.. ولا يتلوّن حين تشتد العاصفة.. حزب أردني لا ينافس على الدين.. بل يشارك في الوطن.. ولا يرفع شعارات عابرة للحدود.. بل يُقدّم حلولاً نابعة من الحاجات المحلية.

وتُعلن وثيقة جديدة.. تضع فيها خطوط التماس مع الدولة والمجتمع.. وتُوضح فيها أنها لن تعود إلى الوراء.. ولن تُعيد إنتاج ذاتها القديمة بأسماء مختلفة.. وثيقة لا تقول فقط.. بل تلتزم.. وتربط نفسها بعهد أمام الناس.. وأمام المؤسسات.

هل ستقبل الدولة؟!.. ربما نعم.. وربما لا.. ولكن الأكيد أن مثل هذه الخطوة ستربك خصوم الجماعة بالشكل والمضمون الجديد.. أكثر من بيان غاضب.. أو مؤتمر صحفي.. وستكشف مَن يريد استئصالها لمجرد الثأر السياسي.. عن مَن يخشاها.. لأنها لم تحسم بعد خيارها الوطني.

أما الرسالة الأهم.. فهي أن الجماعة إن فعلت ذلك.. وعلى الرغم من غض اطرف الدولة عنها وهي منحلة حكماً.. فإنها تُعيد تموضعها ضمن الإجماع الأردني.. وتفتح باب الثقة الذي بقي موارباً طويلاً.. وتتحول من عبء جدلي.. إلى طيف سياسي قابل للاندماج والمحاسبة.

وما لم تُبادر الجماعة اليوم.. فإن ما قد يأتي غداً سيكون أكثر قسوة.. وأقل إنصافاً.. فالدولة قد لا تنتظر طويلاً.. والجمهور أيضاً.. والتاريخ لا يرحم مَن فاته أن يقرأ إشارات اللحظة الأخيرة.

والأوطان.. لا تحتمل التنظيمات الثقيلة الظل.. لكنها ترحب بكل فكرة صادقة.. إذا نزلت من برجها العالي.. ومشت في الأرض على مهل.

أقولها على لسان كل اردني غيور يريد الخير للوطن.. أننا لا نريد أن نخسر مكوناً سياسياً دعوياً من على الارض الاردنية.. جراء تصرفات لا تفيد الاردن.. ولا تؤدي الى منعته ووحدته في هذا الوقت العصيب.

اللهم اشهد.. اللهم قد بلّغت..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :