facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحماية المفرطة تنتج جيلاً ضعيفًا


د. أحلام ناصر
26-04-2025 12:02 AM

نعيشُ في عالمٍ يزداد تعقيدًا ومليئًا بالمستجدات يوميًا، مما يلقي الضوء حول الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في اساليب التربية بحيث ننشيء جيل قادر على مواجهة التحديات الحقيقية والمختلفة التي سيواجهها في المستقبل. في سياق تطور الأدوات التربوية الحديثة، من الحوار والمشاركة العاطفية إلى تعزيز الثقة بالنفس وتجنب العقاب، قد نتوقع أن أجيال المستقبل يتم تربيتهم بشكل مثالي ومناسب للمستجدات. ولكن، هل نحن فعلاً نُعدهم لمواجهة التحديات الحقيقية في الحياة؟ أم أننا نبالغ في حمايتهم ونربيهم في بيئة مثالية تجعلهم ضغفاء وعرضة للصدمات عندما يواجهون الواقع؟

إن الحماية المفرطة الذي يمارسها الوالدين هي أحد أكبر التحديات في مواجهة صعوبات الحياة، قد يكون حب الأهل ورغبتهم في حماية أطفالهم من كل خطر أو ألم أحد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف قدرة هؤلاء الأطفال على مواجهة الموافق التي تواجههم خلال حياتهم. التربية التي تسعى إلى تجنب الصعوبات بشكل دائم، قد تمنع الطفل من اكتساب المهارات الأساسية، التي يحتاجها في الحياة. الدراسات تظهر أن الأطفال الذين نشأوا في بيئة خالية من التحديات أو الذين تعرضوا لحماية زائدة قد يواجهون صعوبة في التعامل مع الإحباط والفشل عندما يتولون زمام أمور حياتهم بشكل مستقل عن الوالدين.

كما أن الحماية المفرطة من قبل الاهل، والتي تتضمن تجنب وضع الأطفال في مواقف يتعين عليهم فيها اتخاذ قرارات صعبة أو مواجهة التحديات بشكل مستقل. هذه التجارب مهمة لأن الطفل من خلالها يتعلم كيفية التعامل مع الفشل والنجاح على حد سواء. إن حرمان الأطفال من التعلم والتدريب على كيفية مواجهة المشاكل التي يواجهونها في صغرهم، يؤدي إلى صعوبة كبيرة في التعامل مع تحديات الحياة عندما يكبرون وتزداد الأمور تعقيدًا.

من أهم ما يجب أن نُدرب اطفالنا عليه هو القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، لأن الحياة مليئة بالتحديات، والفشل جزء أساسي من الحياة وأحيانا اساسي في تحقيق النجاح، والتعلم من الأخطاء يعد من أفضل الطرق لاكتساب الخبرات والنضج. يجب أن نسمح للأطفال بالاخفاق ومواجهته بانفسهم بين الحين والآخر، لأن هذه اللحظات هي التي تبني لديهم الخبرة والثقة بالنفس لمواجهة صعوبات الحياة في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تعليم الأطفال كيفية اتخاذ القرارات بأنفسهم وتحمل عواقبها. عندما نمنح الأطفال الفرصة لاتخاذ القرارات، مهما كانت صغيرة، فإننا نساعدهم على بناء الثقة بأنفسهم وتعزيز شعورهم بالمسؤولية، ونعزز إدارة مشاعرهم وأفكارهم في مواجهة الصعوبات، إن التربية المتوازنة بين الحماية والتحدي تساهم في خلق جيل قوي ومتوازن.

في الختام، لتربية جيل قادر على مواجهة الحياة، يجب أن نعلم الأطفال أولاً أن الحياة ليست دائمًا سهلة أو خالية من المشاكل، وندربهم على كيفية التعامل مع مشاعرهم، خاصة في مواجهة الإحباط والفشل، ونمنحهم الفرصة للتجربة واتخاذ القرارات بأنفسهم. التوازن بين الدعم العاطفي والتحديات المناسبة هو ما يضمن لهم النمو والتعلم، ويعزز ثقتهم بانفسهم ويجهزهم لمواجهة تحديات الحياة في كافة مراحلها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :