facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليسوا صمام أمان .. ولا رهان إلا على الأردن


محمود الدباس - أبو الليث
26-04-2025 01:09 PM

كان القرار واضحاً لا لبس فيه.. محكمة التمييز حسمت القول والفصل بحل جماعة الإخوان المسلمين.. لتنفذه الحكومة باعتباره قضاءً مبرماً لا رجعة فيه.. فطويت صفحة من تاريخٍ طويلٍ.. اختلفنا.. أو اتفقنا معه..

لكن الملفت في المشهد.. والذي أثار قريحتي للكتابة.. هو أن بعض الأصوات ارتفعت.. تبكي حظ الأردن بزوال هذا التنظيم.. وكأن الدولة الأردنية.. رهن بقاء حزبٍ.. أو جماعة..

إن المتابع لمسيرة الأردن.. داخلياً وخارجياً.. يعلم أن هذا البلد.. لم يكن يوماً قائما على كاهل تنظيم.. ولا خاضعاً لرحمة حزب.. فالأردن دولة له معالمه الواضحة.. ومساره الثابت.. تتغير الحكومات.. تتقلب الأحزاب.. تتصارع التيارات.. ويبقى الأردن هو الثابت.. الذي لا تزعزعه رياح المزايدات.. ولا عواصف المصالح الضيقة..

من المؤلم أن يحاول البعض تسويق فكرة.. أن الأردن ضعيف بلا جماعة معيّنة.. أو حزب معيّن.. وكأن الأرض والشعب والقيادة التي صمدت في وجه الحروب.. والتآمر.. والضغوط.. تحتاج صك بقاء من تنظيم هنا.. أو تجمع هناك.. متناسين أن قوة الدول.. تقاس بثوابتها.. ومؤسساتها الوطنية.. لا بتبدل ألوان رايات المواقف الموسمية..

لا أحد ينكر.. أن للأحزاب الوطنية أدوارا مساندة.. وأن العمل السياسي الرشيد إثراء للحياة العامة.. لكن حين تضع جماعة.. أو حزب.. نفسها بديلاً عن الدولة.. أو تصدر خطاباً يوحي بأن غيابها هلاك.. فهي تكشف عن نزعة خفية للارتهان.. لا عن غيرة على الوطن..

الأردن لم يكن يوما مشروعاً حزبياً.. ولا جسراً تمر عليه أحلام التنظيمات.. بل كان دائماً دولة صاحبة قرارها.. تقرر وجهتها بإرادتها.. لا بإملاءات أحد.. ومَن ظن أن الحل.. أو الحظر سيؤثر على بقاء الأردن.. أو قوته.. فهو لا يعرف طبيعة هذا البلد.. ولا سر صلابته..

وليعلم الجميع.. أن التنظيمات والأحزاب مهما كبرت.. أو انتشرت.. تبقى أدوات في خدمة الوطن.. لا أوصياء عليه.. وإذا شذت.. أو خرجت عن جادة الانتماء الحق.. فمصيرها أن تذروها رياح الوعي الوطني.. كما ذرت من قبلها مَن ظنوا.. أن بإمكانهم ابتلاع الدولة.. أو ركوب موجتها..

الأردن باق بثوابته.. بنظامه الراسخ.. بقيادته وشعبه.. لا بمؤقتات العمل الحزبي.. ولا بجماعات تتغير أهدافها بتغير الرياح.. ومَن كان يعتقد أن في غياب جماعة.. أو تنظيم نهاية للدولة.. فهو واهم.. أو متوهم.. أو يتوهم لحاجة في نفسه..

إننا نؤمن.. أن صمام الأمان الحقيقي.. هو هذا الالتفاف الشعبي حول الثوابت الوطنية.. وهذه الثقة العميقة.. بأن الدولة الأردنية.. لا تستمد قوتها من حزبٍ.. أو جماعة.. بل من إرثها السياسي والاجتماعي والحضاري.. ومن هذا النبض الشعبي.. الذي يرفض الرضوخ لكل مَن يحاول المساومة على الأردن..

نصيحتي.. دعونا نغلق هذا الملف بمنطق العقل.. لا بهوس الانتماءات الضيقة.. فالأردن أكبر من أن يربط مصيره ببقاء تنظيم.. أو غيابه.. وأكبر من أن يُختصر بتجربةٍ.. أو تاريخ فصيلٍ مهما طال.. أو قصر.. والذين يراهنون على غير ذلك.. يخسرون الرهان.. قبل أن تبدأ الجولة..

وسيظل الأردن.. بوصلة ذاته.. لا ينحرف بها غياب أحد.. ولا تنكسر بثقل أحد..

ومَن غاب.. فقد خسر نفسه..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :