facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفائزون


خلدون ذيب النعيمي
27-04-2025 07:15 AM

الفائزون هي الكلمة التي أجزم أن كل من تشرف بلبس شعار العسكرية يترنم بقولها وسماعها ، فهي من جزء أساسي في حفل تخريج دورات الأغرار والمستجدين ويقولها صداح الميدان وهو المنادي ليتم توزيع الجوائز من قبل راعي الحفل عادة على المتفوقين بالمشاة والعلوم والانضباط والسلوك العسكري ، فترى الفائز هنا وهو يتقدم لاستلام جائزته تملأ الغبطة نفسه بالتزامن مع زغاريد ومهاهاة والدته وفرح والده فقد أثمر تعب الليالي والسنين في هذه اللحظة وهم بالتالي من الفائزون أيضاً وأن لم يكون لهم نصيب من الجوائز التي وزعها راعي الحفل .

الفائزون من شاكلة والدي هذا الفائز اللذان لم يحصلا على جائزة مادية مباشرة كثيرون في وطني وهم هنا في غبطتهم لا يقلون عن الأبن الفائز ، فالفرح في عيني الجندي والشرطي الشاب الكامن بعزة وتفاني في ثغر من ثغور الوطن في برد ورياح تشارين وكوانين وحر تموز وآب وخاصة عندما علم بأنه سيصبح أباً أنه يفكر حالياً ماذا سيسمي القادم الجديد ، فمنذ زفافه اعتاد زملاء السلاح ان ينادونه بأبو جديد تفاؤلاً بأنه سيصبح عما قريب أباً ، بلا شك فبالنسبة له ان اسم والده الذي تعب لأجله وهو طفل وارد بقوة وبالتالي انضم الجد بتسمية حفيده الجديد للفائزين ، عموماً يفكر الآب المنتظر أيضاً في تلك اللحظة ماذا سيجلب لزوجته في اجازته كحلوان لها على الخبرية الجميلة حسب وعد سابق له .

الفائزون ممن خدموا الوطن جنوداً يستمر الفرح لديهم حتى بعد التقاعد ، فلا زلت أذكر والدي رحمه الله تعالى وهو يميل عقاله على اليمين كعادة الأردنيين عندما يتملك الفخر نفوسهم وهو يكلم محدثيه عن معاركه جندياً في الجيش العربي الأردني في معارك باب الواد واللطرون ، "حاربنا بالقدس ملعونين الوالدين" يقولها بلهجته البدوية العفوية ، فالفائزون يلمعون أيضاً بعطائهم السابق كما في المعلم المسن الذي اكتشف ان الطبيب الذي يعالجه والضابط في المركز الأمني الذي راجعه لإتمام معاملة الخادمة هما من طلابه اللذان درسهما في زمن العطاء ، فتراه في هذه اللحظة يفتخر امام مرافقه والموجودين بانه من طلابه ..ألم تروه وهو يقبل يدي وجبيني ..؟ .

الفائزون بصدق وجمال عطائهم بمختلف مواقعهم أكثر من ان يحصوا ، فعامل الوطن عندما يرى تقدير وتكريم الناس له في عمله المهم لصحة ونظافة الشارع والحي يعتبره فوزاً لا حدود له ، والموظف االذي يحرص على نظافة موقع عمله ويجتهد في أنجاز معاملة المواطنين سيدرك انه من الفائزين عندما تتيسر معاملته هو الاخر في موقع يخدمه "فيا معزب كأنك ضيف" كما يقول المثل الشعبي الذي يشير انك ستلقى ما تقدم ، وليس بعيداً عن هولاء الإعلامي الذي يتقي الله فيما يخط قلمه ويلفظ لسانه وتلتقط عينه عن وطنه ومواطنه "فمن أثارهم تعرفهم".

الفائزون كثر والحظيظ من وجد نفسه ضمنهم وذلك فيما يقدم ، فالتاريخ لا يجامل في النهاية وأن صمت لبرهة ، "وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم .

* ماجستير في الدراسات الاستراتيجية والاعلامية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :