facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العيسوي والعبيدات .. حين تلبس الدولة وجهها البلدي


محمود الدباس - أبو الليث
30-04-2025 02:15 PM

رغم اختلاف الميدان.. وتباعد الموقع.. إلا أن البوصلة بقيت واحدة.. والنهج لم يتبدل.. فجمعتهما ذات القيّم.. ونفس الرسالة.. في حضور يثبت.. أن المسؤولية لا تفرّق بين رأس الديوان.. ورئيس الجامعة.. إن حملها مَن يستحقها.. فاجتمعا على أمر واحد.. لا يختلف عليه أي وطني شريف.. خدمة الوطن بصدق.. والانتماء لأهله.. والانغماس في تفاصيلهم اليومية دون تكلّف.. أو حواجز.. فالعيسوي في رغدان.. أقرب إلى الناس من كثيرين في أحيائهم.. والعبيدات في الأردنية.. أقرب إلى طلابه من كثيرين في بيوتهم.

حين نتحدث عن معالي السيد يوسف العيسوي "أبو الحسن".. فنحن لا نصف رجلاً في منصب رفيع فحسب.. بل نروي قصة رجل.. أعاد تعريف الديوان الملكي في وعي الأردنيين.. مضارباً لبني هاشم.. وبيتاً لكل مَن جار عليه الزمن.. أو ضاقت به السبل.. لا حواجز.. ولا وساطات.. مَن أراد أن يُسمع صوته.. وجد آذاناً تُصغي.. ومَن أراد أن يوصل مظلمته.. وجد قلباً ينبض بالعدل والمسؤولية.. كان ولا يزال ذاك الرجل الذي لا يبيع الوهم.. فإن وعد أوفى.. وإن اعتذر صدق.. يشرح لك بكل وضوح.. "هذا بيدي".. و "هذا ليس بيدي".. لأن الأردن دولة قانون ومؤسسات.. وهذا هو الفرق بين مَن يعمل ليُرضي الناس.. ومَن يعمل ليخدمهم بحق.

ولم يقف عند حدود مكتبه.. أو أسوار الديوان.. بل جال البلاد قرية قرية.. ومدينة مدينة.. يعزي هذا.. ويطمئن على ذاك.. يتابع مشروعاً هنا.. أو يستكمل توجيهات ملكية هناك.. ومهما تنقلت عينك بين وجوه الموظفين من حوله.. تراهم يتحدثون عنه بحب.. يحترمونه في غيابه.. كما في حضوره.. ليس لأنه رئيسهم.. بل لأنه أخوهم.. وهو الرجل الذي يعرف متى يكون رئيساً.. ومتى يكون أخاً.. ومتى يكون أباً.. فبقي قريباً من القلوب.. كما هو قريب من القرار.

أما معالي البروفيسور نذير عبيدات "أبو محمد".. فليس مجرد رئيس لجامعة.. بل هو أبٌ لساحة العلم.. طبيب في مهنة.. ومهندس في إدارة.. وقائد في رؤية.. يحمل دفتر ملاحظاته كل صباح.. ويمضي في طرقات الجامعة كأحد العاملين.. يمر بين الطلبة.. وكأنه والدهم.. يتفقد القاعات والساحات ودورات المياه.. كأنه مشرف صيانة.. لا يرى أمراً صغيراً.. لأن التفاصيل تصنع الفرق.. ولأن طلاب اليوم.. هم قادة الغد.. ومرافق اليوم.. هي بوابة المستقبل.

شخصيته الهادئة.. وصورته البسيطة.. ومواقفه التي لا تبحث عن بريق الإعلام.. جعلت من الجامعة الأردنية بيتاً للعلم والعمل.. نقلها بأقل الإمكانات.. إلى مقدمة التصنيفات.. وجعل من مسؤوليها فريقاً.. لا أفراداً.. ومن طاقمها أسرةً.. لا مؤسسات متفرقة.

وحين أقام حفل زفاف نجله.. خرج المشهد من إطار الفرح.. إلى صورة رمزية للمحبة التي زرعها بين الناس.. أتى الآلاف من كل حدب وصوب.. على الرغم من بعد المسافة.. لا لدعوة مجاملة.. بل لمشاركة قلبية.. لم يكن حفلاً غريباً.. بل كان حفلاً بلدياً.. ولوحةً مغموسة بالمحبة الصادقة.. وغير المخفية.

العيسوي والعبيدات.. لم يعلوا على الناس.. بل نزلوا إليهم.. لم يتقمصا دور المسؤول المترف.. بل عاشا كأبناء بلد.. يسمعان.. ويتفاعلان.. ويخدمان.. لهذا أحبهما الموظفون.. والتف الناس حولهما.. لا خوفاً من منصبيهما.. بل حباً في شخصيّهما.

وهكذا يُصنع التأثير.. لا بمؤتمرات.. ولا خطاباتٍ حماسيةٍ.. بل بقربٍ حقيقيٍ من الناس.. وصدقٍ لا يعرف الزيّف.. ووجوهٍ لا تختبئ خلف الحواجز.. بل تشرقُ حيثما ذُكرت.

وهكذا يفرض الاحترامُ نفسه.. حين يكون المسؤول.. ابن بلد "بلديّ الطباع والانتماء".. قبل أن يكون ابن منصب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :