facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جامعة آل البيت .. صرحٌ يُزهو به الوطن


د. محمد خالد العزام
10-05-2025 10:35 PM

في سماء العطاء الأردنيّة تتهادى أنجمٌ لا تُحصى، لكنّ بعضها يشرق ببهاءٍ لا يُضاهى. فجامعة آل البيت ليست حجراً على حجر، بل هي صرحٌ من إرادة وعزيمة، وقبلةٌ للعلماء وطلاب المعرفة، تشعُّ نوراً يضئ الدروب من المشرق إلى المغرب. إنها ليست جامعةً عادية، بل هي قصيدةُ وفاءٍ كتبها رجالٌ آمنوا بالوطن فصدقوا ما عاهدوا، فجعلوا من التضحيات حروفاً، ومن البذل كلماتٍ تروي سيرةَ إنجازٍ يتحدّى المستحيل.

وفي قلب هذه الملحمة يقف الأستاذ الدكتور أسامة نصير، كالطود الشامخ، لا يعرف المستحيل سبيلاً إلى قلبه، ولا اليأس مكاناً في قاموسه. إنه بحقٍّ قائدٌ يصنع المعجزات، يحوِّل الصعاب إلى فرص، والعثرات إلى دروس، لا يخشى الاعتراف بالخطأ، لأنّه يرى في التصويب فضيلةَ العظماء. إنّ همته كجبال البلقاء صلبة، وعزيمته كصحراء الأردواز لا تلين.

إن قيادة جامعة بهذا العُلوِّ والمكانة ليست منصباً يُرتجى، بل هي أمانةٌ تُحمَل على الأكفّ، وعهدٌ بين القائد وربه ووطنه. فما أخذها إلا ليعطي، وما تسلّم زمامها إلا ليبني. لقد بدأ بترتيب البيت من الداخل، فكان كالباني الحكيم الذي يُصلح الأساس قبل أن يعلو البناء. ثم أمسك بدفة السفينة بحنكةِ ربّانٍ خاض غمار البحار، فقادها بين صخور التحديات المالية والإدارية ببراعةِ من يعرف أن العاصفة لا تُهزم إلا بالإرادة.

لقد سار بركب التطوير خطى ثابتةً كإيقاع المطر على صخر البتراء، واثقةً كخطى الجياد في وادي رم. فحوّل التحديات إلى إنجازات، والمعوقات إلى قصص نجاح، جاعلاً من الجامعة نموذجاً يُحتذى في الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي. إنّ ما يفعله ليس مجرد واجبٍ وظيفي، بل هو حبٌّ متدفقٌ كينابيع الأردن، ووفاءٌ نقيٌّ كتراب الوطن.

أما الذين يتنكرون لمثل هذه الجهود، فهم كمن يحجب عينيه عن الشمس في وضح النهار. فالشجرة المثمرة يُرمى حجراً في أغصانها، لكنّ ذلك لا يمنعها من أن تظلّ تمنح ثمارها لكلّ من يقترب منها. إنّ الرجل الحرّ هو الذي يبني ويعطي، لا الذي يهدم وينكر، وهذا ما يجسده الدكتور نصير ورفاقه من أكاديميين وإداريين، الذين يجعلون من الجامعة حديقةً غنّاء، تزهو بأزهار العلم والمعرفة.

فلكم منّا كل التحية والإجلال، أيها البناؤون الصامتون، الذين يكتبون مجد الأردن بحروف من نور. إنّ جهودكم هي لبناتٌ في صرح الوطن، وشعلةٌ في مشعل النهضة. فليبقَ الأردن - بعزّ أبنائه وإخلاص قادته - واحةَ أمنٍ وسلام، وقلعةَ علمٍ وشموخ، في ظلّ القيادة الهاشمية الحكيمة، التي جعلت من هذا الوطن نموذجاً يُقتدى به في العطاء والبناء.

حفظ الله الأردن وأهله، ورعاه بظلّ قائده المفدّى، الذي جعل من العلم شعاراً، ومن البناء نهجاً. فلتظلّ جامعة آل البيت كما عهدناها: منارةً للعلم، وحصناً للفكر، وقلعةً للعطاء، ترفع اسم الأردن عالياً في كل المحافل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :