facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كوثر النشاشيبي ورسائلها الأردنية لمن يلزم


خلدون ذيب النعيمي
11-05-2025 07:40 AM

مثَّل برنامج رسائل شوق للأهل في فلسطين الذي كانت تقدمه كوثر النشاشيبي على اذاعة عمان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي حالة استثنائية في الذاكرة الشعبية الاردنية خاصة للمراحل الطفولية والشبابية التي لم تعايش مأساتي النكبة والنكسة ، البرنامج بما يقدمه من رسائل دافئة تحمل الشوق والاطمئنان بين العائلات على ضفتي النهر المقدس عبّر بطقوسه المجتمعية الأهمية والشوق حتى لأولئك الذين لا يوجد لهم اقارب على الطرف الأخر من النهر .

لقد كان الجميع يحرص على سماع هذا البرنامج بصوت الراحلة النشاشيبي القريب من القلب الذي يعكس بتردده ارتفاعا وانخفاضاً مضمون الرسالة ، لقد كنت ارى كبار السن في طفولتي يستبشرون خيراً عندما يسمعون في هذا البرنامج ان موسم زيت الزيتون عال العال في قرى نابلس ويفرحون ان محمد سيتزوج بعد حصاد حزيران وان سميحة انجبت طفلاً بعد زواج دام 5 اعوام ، فهم يفرحون لفرح الاهل هناك علماً انه لن ينالهم من الزيت نصيب ولا يعرفون محمد او سميحة .

وعلاوة على ميزة صوت النشاشيبي فقد كانت المقطوعات الفيروزية من أوبريت جسر العودة تمثل فاصلاً مثلت ميزة وجدانية للبرنامج ، فبدأ من عذوبة وجزالة موسيقى مقدمة الأوبريت الرحبانية ومروراً بــ"وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة الذين يقفون كشجر الزيتون" و "جسر الأحزان الذي أصبح جسر العودة" و "بيسان التي تنتظر أهلها المهجرين مع السنونو" وصولاً لصوت جوزيف عازار وهو يغني رائعته "اذكر يوماً كنت بيافا" والتهاب الشوق عندما يرتفع بصوته "كنا والرّيح تَهب تصيح نقول سَنرجع يا يافا" ، كل تلك الكلمات مع لحنها مثلت الاحساس بأنك عشت في مرحلة ما من عمرك في يافا وصفد والقدس ونابلس وغزة وبئر السبع وفي كل بقعة من فلسطين العزيزة ولديك فيها الفيض من الذكريات .

حضر بالبال من طفولتي رسائل شوق النشاشيبي وفيروزيتاها في جسر العودة وانا اسمع حملات النيل من جهود الاردن وقيادته وشعبه في مساعدة الاشقاء في غزة وتشويهها وبشكلها الذي يجلب الضحك والغضب في نفس الوقت ، فعندما يجتمع الحقد مع الغباء فيمن يعاديك تحتار بين الرد او الضحك عليه ، فلا ريب فجام حقدهم الغبي يتزامن في زعافه مع أيار شهر النكبة وخاصة مع تدليس تأويلهم المادي الربحي للجهود الاردنية .

نقول لهم نعم الأردن ربح ولكن ليس الربح الذي يمثله فكرهم الحاقد فقد ربح ان يقوم بواجبه في تقاسم لقمة خبزه وحبة دواءه مع الاشقاء في وقت تقاعس فيه الكثيرون ممن يملكون الثروة والغنى ، عجباً ألم يروا الملك وولي عهده وهما يشرفا بأنفسهم على اسقاط المساعدات فوق غزة مباشرة ؟ّ!، ألم يروا ذلك الطفل من إربد الذي ببراءته وعفويته تبرع بمال حصالته لأطفال غزة بل الم يسمعوا عن عريس الكرك الذي اتفق مع عروسه ان يتبرعا بتكاليف حفل زفافهما لمخيمات خان يونس ؟!! .

الثابت مع هولاء أن حقدهم ليس "قصة رمانة بل قلوب مليانة" ، فلن تحقق نفعاً ان حدثتهم طوال الوقت عن معارك الاردن باب الواد واللطرون والسموع ووادي التفاح والعباسية ودماء شهدائه التي جبلت بتراب فلسطين العزيزة الذي حضن من هذه الدماء الطاهرة اكثر مما حضنت الارض الاردنية نفسها ، ولكن القول الفصل معهم بأن ندعهم يذهبوا بحقدهم وغبائهم الذي سيلفظه التاريخ حتماً وأن يدعوا لنا ما يعرفه الجميع عن جهود الاردن لدعم غزة.

ومع ذلك كله ذكرياتنا مع كوثر النشاشيبي في رسائل شوقها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :