قرأت باهتمام المقال الذي حمل عنوان "السفراء مديرو مبيعات للاقتصاد الأردني" للكاتب الأستاذ رامي خريسات والمشور في عمون الغراء بتاريخ ١٥/٥/٢٠٢٥. اذ أقدّر عالياً الروح الوطنية التي عكستها الطروحات الواردة فيه، والتي تؤكد الحرص المشترك على تعزيز دور بعثاتنا الدبلوماسية في دعم التنمية الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، وهي أهداف نضعها نحن كسفراء و كدبلوماسيين و اداريين نصب اعيننا ر في صميم عملنا اليومي سواء في وزارة الخارجية او في سفاراتنا و بعثاتنا الأردنية في الخارج .

لكن لا بد من توضيح بعض النقاط التي أوردها الكاتب خريسات والذي أقدر واحترم، والتي للأسف لا تعكس الصورة الكاملة ولا الدقيقة عن طبيعة العمل الدبلوماسي الأردني في الخارج، والدور الذي تؤديه بعثاتنا، والذي يتجاوز بكثير الأطر البروتوكولية والاجتماعية. فالسفراء والدبلوماسيون الأردنيون يضطلعون بأدوار فاعلة وميدانية في الترويج للاستثمار والسياحة والتبادل التجاري، وفتح أسواق للعمل الأردني، إضافة إلى خدمة الجاليات الأردنية ومتابعة مصالحهم، وذلك ضمن خطط واضحة وبالتنسيق المستمر مع الوزارات والهيئات المعنية داخل الأردن.

كما أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، وبتوجيه مباشر من نائب رئيس الوزراء معالي وزير الخارجية و شؤون المغتربين السيد أيمن الصفدي و المعروف للقاصي و الداني والدور الرائع الذي يقوم به في السهر على المصالح الأردنية، حريصة كل الحرص على تطوير أداء السلك الدبلوماسي، ومواكبة التغيرات المتسارعة في المشهدين الدولي والاقتصادي. وهي ترحب بأي ملاحظات بنّاءة تخدم المصلحة الوطنية، وتتابعها باهتمام وجدية.

ومن واقع تجربتي الشخصية كدبلوماسي مسلكي التحق بالسلك الدبلوماسي منذ رتبة ملحق دبلوماسي وحتى درجة مستشار ووزير مفوض وسفير مفوض وفوق العادة، فإنني أشهد على الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في تأهيل كوادرها منذ اللحظة الأولى لانضمامهم استناداَ الى مؤهلاتهم العلمية ومهاراتهم اللغوية، ومن خلال المعهد الدبلوماسي الأردني، الذي يلعب دورًا محوريًا في إعداد وتأهيل الدبلوماسيين بقيادة معالي السفيرة هيفاء الخريشا. وقد كان لي الشرف شخصياً بتخريج عددة دورات لملحقين دبلوماسيين في المهارات الدبلوماسية والقانون الدولي والاتيكيت والبروتوكول والسياسات الخارجية للدول والعلاقات والمؤتمرات الدولية. بنفس الوقت تُنظّم وزارة الخارجية عشرات الدورات المتخصصة، التي ترافق مسار الترقّي الوظيفي، من ملحق دبلوماسي وحتى درجة سفير، ما يضمن الارتقاء المستمر بالمستوى المهني والمعرفي.

ويُعدّ الدور الحيوي الذي يقوم به معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، السيد أيمن الصفدي، خير مثال على الحراك الدبلوماسي الفاعل، والانخراط المباشر في القضايا الإقليمية والدولية، بما يخدم المصالح الأردنية العليا، ويعكس صورة الأردن كدولة فاعلة ومؤثرة، تنتهج سياسة خارجية متوازنة، وتتحرك بثقة ووضوح في محيطها العربي والدولي.

نحن نؤمن أن المرحلة المقبلة تتطلب تطويرًا مستمرًا وابتكارًا في أساليب العمل، وهو ما تعمل عليه الوزارة وأجهزتها بكفاءة، ضمن رؤية وطنية يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، وتمثّل البعثات الخارجية رأس الحربة فيها.

وأخيرًا، فإن النقد البناء مرحّب به دومًا، لكن من الإنصاف ألا نغفل عن تقدير الجهود المبذولة على الأرض، ولا عن التحديات التي يواجهها السفراء والدبلوماسيون الأردنيون وهم يعملون في بيئات معقدة، واضعين نصب أعينهم دائمًا تمثيل الوطن بأمانة وشرف.

* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me