عمون - في محاضرة نظمها المؤتمر الوطني للشباب والملتقى الوطني للتوعية والتطوير بعنوان "رؤى جلالة الملك السياسية ما بين النظرية والتطبيق"، تحدث فيها الدكتور محمد البدور، رئيس الملتقى والمؤتمر العام للشباب، وقال إن السياسة والدبلوماسية علم وفكر يحتكم إلى قواعد قانونية وإنسانية أساسها الحق والمشروعية المتفق عليها بين الدول والسائدة بين الأمم، والتي نشأت عليها المنظمات العالمية الضابطة للحقوق في هذا العالم.

وأضاف البدور، أن الفكر السياسي لجلالة الملك يمثل حكمة وحنكة الدبلوماسية الأردنية وتوازنها ومشروعية قواعدها، لطالما ظل فكر جلالة الملك ونهجه السياسي خارطة الطريق لها، والمبنية على الاحتكام للشرعية الدولية والأخلاق الإنسانية، والقابضة على عمود البيت العربي والحاضنة للإجماع الإسلامي.

وأشار البدور إلى أن مفردات خطابات جلالة الملك في كل المحافل الدولية والمنابر الأممية تحمل قواسم مشتركة ملخصها "الحق بتقرير المصير"، وهذه نظرية سياسية لو احتكم العالم إليها لكانت صراطهم المستقيم في علاقاتهم الدولية، فلا ظالم ولا مظلوم، لطالما كل شعب له حق الحياة بكرامة في وطنه بعيدًا عن التدخلات والأجندات الخارجية والاستعمار الجيوسياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري ومصادرة حقوق الآخرين.

وتساءل البدور: كيف لنا أن نرى قضايا أمتنا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين وإحلال السلام الإقليمي في المنظور الفكري السياسي لجلالة الملك؟ فأجاب على تساؤله قائلًا إن رؤى جلالته السياسية منارة القرار الدولي وميزان الحق للسلم الإقليمي وبوصلة الاتجاه السياسي الصحيح نحو السلام ومرجعية العصف التاريخي لكل ما جرى من الأحداث المعاصرة في منطقتنا والتي تعصفها اليوم والقت بظلالها على العالم كله.

وأكد البدور أن جلالة الملك ظل ينادي قادة العالم ورؤساء الدول ومنظماته الأممية أن حل الصراع في الشرق الأوسط مرهون بإقامة دولة فلسطين وفقًا لقرارات الأمم المتحدة واتفاقية أوسلو للسلام مع الإسرائيليين، وأن من حق شعب فلسطين تقرير مصيره، كما حق لبنان أن يكون سيدًا على أراضيه، وأن لا لقوى التطرف الفكري ولا التعصب الديني ولا للمنظمات السياسية خارج إطار الدول وسيادتها، كما ولا للتهجير والتوسع الاستيطاني ومصادرة أراضي الفلسطينيين.

واختتم الدكتور البدور حديثه بالقول: إن الفكر الثاقب لجلالة الملك عبد الله الثاني منارة للإصلاح السياسي الدولي في المنطقة ونظرية قابلة للتطبيق بنجاح لاستقرار المنطقة وحماية أمنها وصون إنسانية شعوبها.