بقلم: أوميد شادييف

في السنوات الأخيرة، عززت أوزبكستان مكانتها في الساحة السياحية الدولية بشكل مطرد، منفتحةً على العالم، ومُشيدةً بشراكات حكومية قوية. وفي ضوء ذلك، يُعدّ تطوير العلاقات السياحية بين أوزبكستان وسلوفينيا، الدولة التي تتمتع بصناعة سياحية متطورة للغاية، وتتبنى مناهج مستدامة لحماية التراث الطبيعي والثقافي، أحد مجالات التعاون الجديدة والواعدة.

تشتهر سلوفينيا، الواقعة في قلب أوروبا، بجبال الألب الخلابة ومنتجعاتها الحرارية والسياحة البيئية واهتمامها بالتنمية المستدامة. أما أوزبكستان، فتقدم للسائحين مزيجًا فريدًا من التاريخ والعمارة والثقافة الشرقية وكرم الضيافة. وتجذب مدن طريق الحرير العظيم - سمرقند وبخارى وخيوة وطشقند - المزيد من السياح الأجانب سنويًا، بمن فيهم الكثير من الأوروبيين.

يشهد الحوار السياحي بين البلدين اليوم تطورًا إيجابيًا. ففي إطار المعارض والمنتديات والفعاليات الدبلوماسية الدولية، يناقش ممثلو أوزبكستان وسلوفينيا إمكانيات تبادل التدفقات السياحية والتعاون الاستثماري وإنشاء مسارات سياحية مشتركة. وتجري مفاوضات حاليًا حول تنفيذ برامج التبادل الثقافي والترويج للمنتجات السياحية التي تلبي احتياجات السياح السلوفينيين.

من أهم مجالات تطوير العلاقات في هذا القطاع إنشاء مسارات سياحية مباشرة بين طشقند وليوبليانا. سيُسهّل هذا الأمر بشكل كبير الإجراءات اللوجستية للمسافرين، ويحفز الاهتمام المتبادل بالاكتشافات الثقافية الجديدة. ومن الخطوات المهمة الأخرى تبسيط إجراءات التأشيرات، وتشجيع الباقات السياحية المتبادلة، وتطوير برامج سياحية متخصصة، مثل مسارات السياحة الغذائية والتاريخية والثقافية والبيئية.

تستحق إمكانات التعاون في مجال التعليم والتدريب المهني اهتمامًا خاصًا. ويمكن لتبادل الخبرات بين الجامعات والكليات المتخصصة في السياحة، والتدريب الداخلي، والتدريب المشترك، أن يُسهم في تطوير متخصصين مؤهلين يستوفون المعايير الدولية للخدمة والسياحة المستدامة.

علاوةً على ذلك، تُرحّب أوزبكستان بالمستثمرين السلوفينيين وممثلي قطاع السياحة المهتمين بتطوير البنية التحتية للفنادق والتجمعات والخدمات السياحية في مختلف مناطق البلاد. وتُعرب لجنة السياحة الأوزبكية عن استعدادها لإقامة اتصالات مباشرة وتوقيع اتفاقيات وتنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي.

سلوفينيا وأوزبكستان دولتان تتمتعان بثقافتين غنيتين وتقاليد مميزة، ورغبة مشتركة في الانفتاح والتنمية المستدامة. في هذا السياق، تُصبح صناعة السياحة أداةً اقتصاديةً وقناةً مهمةً للتبادل الثقافي والتقارب بين الشعوب.

إن توسيع العلاقات السياحية بين أوزبكستان وسلوفينيا هو طريق للاكتشاف المتبادل والتنمية والشراكة طويلة الأمد القائمة على الثقة والاحترام والرغبة في التقدم المشترك

*رئيس لجنة السياحة أوميد شادييف