في وقتٍ كان فيه قرار مجلس الأمن 2250 حول الشباب والسلم والأمن غائباً عن الطاولة الوطنية كتبتُ مقالاً بدافع من مسؤولية وطنية وشغف شبابي عميق لم أكتب لأُرضي بل لأُحيي دعوت فيه إلى إعادة الاعتبار لقرارٍ كان الأردن سباقاً في إطلاقه لكنه ظل حبيس الأدراج

حين كتبتُ قبل أسابيع عن القرار 2250 لم يكن مطروحاً على الساحة الوطنية وكان في طي النسيان لكنني كنت مؤمناً أن إحياءه ضرورة وطنية ففتحت هذا الملف على أمل أن يجد صداه تحدثتُ عن أهمية تحويل القرار إلى خطة وطنية وعن دور وزارة الشباب كمنسق حقيقي وعن ضرورة إشراك الشباب كشركاء فاعلين في قضايا السلم والأمن واليوم نراه يتحقق

أقر مجلس الوزراء الخطة الوطنية لتفعيل القرار 2250 لتصبح المملكة الأردنية الهاشمية أول دولة عربية تعتمد هذا النهج لحظة فخر لكل شاب أردني ولحظة تحقق لما حلمت به وكتبت عنه بإيمان لا يلين

لكن اسمحوا لي أن أقول: التفعيل الحقيقي يبدأ الآن

تفعيل القرار لا يكون فقط بإقراره على الورق بل بجعل الشباب شركاء حقيقيين في صناعة السياسات في الوقاية في الحماية في بناء السلام وفي إعادة الإعمار المجتمعي علينا أن نُسائل أنفسنا هل سيتم الاستماع إلى صوت الشباب فعلاً ؟ هل ستكون خططنا شاملة للجميع أم نخبوية وموسمية ؟

أنا اليوم لا أكتب لأطالب بل لأُذكر هذه لحظتنا لحظة أن نحول القرار 2250 إلى ثقافة وطنية وإلى ممارسة مؤسسية وإلى استراتيجية دولة لا تُختزل في وزارة بل تتبناها الحكومة كلها ويقودها الشباب أنفسهم

وأختم بما بدأت به سابقاً
إن لم نؤمن بأن الشباب هم صمّام أمان هذا الوطن فلسنا جديرين بأن نكتب عن الأمن والسلام