الهوية والوحدة الوطنية الأردنية
د. عواد السويلميين
28-05-2025 01:19 PM
الهوية الوطنية هي حالة مكتسبة يكتسبها المواطن ، نتيجة لارتباط الفرد المعرفي والسلوكي والوجداني بالمجتمع الذي ينتمي إليه، وذلك في ظل وجود عناصر مشتركة لأفراد المجتمع، ذات أبعاد حضارية وفكرية وسياسية، مثل: (اللغة، والتاريخ، والثقافة، وروابط الدم، والرموز الوطنية، والأناشيد، والزي الوطني، والتراث الشعبي)، وعليه فالهوية الوطنية هي نتاج تمازج ثقافي اجتماعي تاريخي سياسي، لذا تبقى في حالة حركة مستمرة، وعادةً ما تتفاعل وتتعزز عندما يتعرض أفرادها إلى خطر داخلي أو خارجي، مثل:
تهديد عسكري، أو أزمة اقتصادية أو كارثة طبيعية، حيث يسعى الأفراد إلى التكاتف والتعاون من أجل تحقيق الحماية المتبادلة في مواجهة الخطر، أو التهديد المشترك، وهو ما يعمق أهمية مفهوم تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية لدى المواطنين والذي يجسد أحد أهم المسلمات الوطنية التي تعمل المؤسسات الوطنية العامة على تعزيزه والحفاظ عليه، لأن وحدته الوطنية هي من مكتسباته، وهي بدورها جزء من تفوقه على الكثير من المجتمعات الأخرى كونها تساهم في تطور مختلف المجالات (السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية)، لذلك فالوحدة الوطنية تعمل على إبراز الانتماء الوطني وهو الهدف الذي ينبغي على الجميع تحقيقه والحفاظ عليه، فالوحدة الوطنية تنبع من الإرادة العامة للمجتمع، ورغبة أفراد المجتمع في العيش المشترك، بهدف تنظيم حياتهم ومصالحهم المتباينة في سياق سياسي واجتماعي يتفقون عليه وعلى طبيعة القوانين التي تجعلهم سواسية، الأمر الذي يجعل منهم مجتمعاً متماسكاً ومتضامناً.
وعليه فإن تعزيز الوحدة الوطنية الأردنية يتمثل بتقديم التربية السياسية الهادفة إلى تنمية الشعور الجمعي الذي يربط بين أبناء المجتمع الأردني ويملأ قلوبهم بحب الوطن وتعزيز شعور كل فرد بالإنتماء إلى مجتمعه وقيمه ونظامه السياسي وقيادته الهاشمية في ظل حكم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين القائد العظيم ، ليرتقي هذا الشعور إلى حد تشبع المواطن بثقافة الانتماء الوطني أولاً وأخيراً قبل أي انتماءٍ آخر، وأن يتمثل ذلك في سلوكه وفي دفاعه عن قيم الدولة الأردنية ومكتسباتها، فتعزيز الوحدة الوطنية يعني التضامن والمسؤولية الجماعية بين جميع أفراد المجتمع الاردني وترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية بينهم وتنمية معرفة الفرد بمجتمعه وتفاعله إيجابياً بشكل يسهم في تكوين مواطنين صالحين متمكنين من الحكم على ما يعترضهم داخل مجتمعهم وخارجه، مدركين لما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق، أن الروابط المذهبية هي ثنائيات لابد أن توجد في أي مجتمع، لكن المحظور هو أن تتحول هذه الثنائيات إلى عصبية وتخرج عن طبيعتها، فالوحدة الوطنية تعني التلاحم الايجابي بين أفراد المجتمع الأردني بغض النظر عن انتماءاتهم الفرعية المختلفة واحترام الخصوصيات الفرعية لأفراد المجتمع الأردني، لذا لابد من العمل على تعميق انتماء الشباب الأردني لوطنهم أرضاً وشعباً ونظاماً ويكون ذلك من خلال استعداد الشباب للتضحية واتخاذ المواقف السلوكية التي من شأنها العمل على حماية الدولة الأردنية من التهديدات الخارجية.
فالدولة الأردنية القوية الرائدة كما يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين دولة "راسخة" بمفهومها الشامل، وقد استطاعت الدولة الاردنية بفضل القيادة الهاشمية أن تواجه تحديات وتهديدات فرضتها الجغرافيا السياسة ، وبجهود المخلصين لتراب الوطن وتقديمهم لانتمائهم الوطني على أي انتماءات أخرى.