هل حقاً تم إيجاد 65 ألف فرصة عمل .. دون ضجيجٍ وشاشات؟!
محمود الدباس - أبو الليث
28-05-2025 08:21 PM
في زمنٍ باتت فيه لغة الأرقام.. تُختزل في المؤتمرات الصحفية.. وتُستخدم كأوراق تجميلية لأداء مترنح.. يطلّ علينا رقم واحد.. يحمل في داخله حكاية آلاف البيوت.. 65177 فرصة عمل.. لم تأتِ من باب التنظير.. ولا من ثنايا التصريحات الرنانة.. بل خرجت من رحم الأرض نفسها.. ومن تعب مزارعين آمنوا بأيديهم.. قبل أن يؤمنوا بالحظوظ..
ما بين العام 2022 و2024.. لم تكن مؤسسة الإقراض الزراعي تكتب تقاريرها بالحبر فقط.. بل كانت تحفر أثرها بالمحراث.. 28681 قرضاً لم تكن أرقاماً تُرَصّ كحروف حسابية.. بل كانت أبواباً تُفتَح لمشاريع ريفية.. ومزارع تنهض.. وسواعد تعود للحياة.. بعد أن خذلتها البطالة.. أو همّ الانتظار..
ولأن لكل نجاح رجالاً يقفونه.. فإن ما تحقق.. كان نتيجة لقيادة تخطط وتدعم وتتابع.. قيادة تنتمي إلى وزارة الزراعة.. الوزارة التي باتت تفهم لغة المزارعين.. أكثر مما تفهم لغة المكاتب.. فدفعت بمؤسسة الإقراض الزراعي إلى عمق العمل.. لا إلى هامشه.. وإلى حقول التغيير.. لا إلى مقاعد الاجتماعات..
النساء شكلن 34.2% من المستفيدين.. فيما تجاوزت نسبة العاملات الإناث في المشاريع 38%.. فهل يُعقل أن تُقال إنجازات تمكين المرأة في سطور.. وهي التي أصبحت اليوم في مقدمة المحراث.. وفي صميم القرار الإنتاجي؟!.. أما الأردنيون.. فقد بلغت نسبتهم من إجمالي العاملين 89.7%.. وكأن القروض كانت أيضاً حاضنة للهوية.. وللانتماء..
تخيل أن الإنتاج الزراعي للمشاريع.. ارتفع من 49.5 مليون إلى 82.4 مليون دينار خلال عامين فقط.. أي أننا لا نتحدث عن أمل.. أو وعود.. بل عن اقتصاد حقيقي.. يُبنى من جذور الأرض.. وعن تمويلٍ لا يخنق المزارع بالفوائد.. بل يزرع له طوق نجاة في زمن الغلاء.. وشُح المياه..
72% أكدوا.. أن القروض ساعدتهم في تحسين كفاءة استخدام المياه.. و74% قالوا.. إنها حسّنت نوعية التربة.. و88% عبّروا.. عن رضاهم بزيادة كميات الإنتاج.. فهل بقي مكان للشك بأن في الأردن مَن يحسن الزراعة.. كما يحسن الإدارة؟!..
وها هو برنامج التأمين على حياة المقترضين.. يضيف بعداً إنسانياً للمعادلة.. أكثر من 16 ألف مزارع تمت حمايتهم.. وتعويضات صرفت بـ85 ألف دينار لحالات وفاة.. فحتى الرحيل هنا.. لم يُترك بلا كرامة..
في بلدٍ تتعثر فيه مشاريع.. وتتآكل فيه فرص.. هناك مؤسسات تصر على أن تكون الاستثناء.. وعلى رأسها مؤسسة الإقراض الزراعي.. التي استطاعت رغم التحديات.. أن تبني جداراً من الثقة.. وتحفظ ماء وجه القرى.. وتزرع معنى جديداً للتمويل.. تمويل لا تُقاس قيمته بالدينار.. بل بما يثمره من عزة.. وكرامة.. ولقمة نقية..
شكراً وزارة الزراعة.. شكراً مؤسسة الاقراض الزراعي.. لانكم جددتم الأمل في داخلنا.. بأن هناك نتائج ملموسة.. مادام هناك إرادة حقيقية.. وإدارة كفؤة..