facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معالي الدكتور بسام العموش .. ليتهم يقرؤون وينسبوه لأنفسهم


محمود الدباس - أبو الليث
31-05-2025 01:32 PM

كان يقال لنا في صغرنا.. أن مَن يشعل شمعة.. خير ممن يلعن الظلام.. وها نحن نشعل.. نكتب.. ننبش في الواقع كما هو.. نحاول أن نضيء المساحات المعتمة في دهاليز القرار.. لا نبحث عن التصفيق.. ولا ننتظر التكريم.. فقط نرمي الحروف في وجه الجدار.. علّها تحدث فيه شرخاً.. وتنفذ من خلاله..

قرأت مقال معالي الدكتور بسام العموش.. في عمون.. والذي تساءل فيه بحسّ العالم بتفاصيل الدولة.. هل يقرأ المسؤول؟!.. سؤال بسيط في ظاهره.. عميق في جوهره.. لأن مسؤولاً لا يقرأ.. لا يسمع.. لا يلاحظ ما يكتبه أبناء وطنه.. هو في الحقيقة.. لا يصلح إلا أن يكون موظفاً كبيراً.. لا مسؤولاً ذا ضمير ومسؤولية..

تذكرت مراتٍ.. كتبتُ فيها بحروفٍ دامعةٍ عن ظلم وقع.. أو خطأ استشرى.. أو خلل لم يعد يحتمل.. فإذ بالقرار يأتي.. أحياناً في اليوم التالي.. وأحياناً بعد أسابيع.. وكنت أبتسم حينها.. حين ينتابني شعور التاثير.. لا لأنهم نسبوا لي الفضل.. ولا لأنهم شكروني.. بل لأني علمت أن ما كتبته.. لم يكن صرخة في وادٍ.. بل وصل.. حتى لو كان القرار مدروساً.. قبل ما تحدثت به حروفي.. وتزامن معه..

وكم من مرةٍ سمعت مسؤولاً يتحدث عن قرارٍ جديد.. أو خطوة إصلاحية.. وكأنها جاءت من إلهامٍ لحظي.. بينما أعرف.. أنا وغيري.. أن عشرات الأقلام سبقته لذلك.. وأنها كتبت.. وكررت.. وتعبت.. ولكن لا بأس.. فليأخذها لنفسه.. المهم أن تتحقق..

المسؤول الذي لا يقرأ.. لا يعرف وطنه جيداً.. لأن الوطن الحقيقي.. ليس أرقاماً في تقارير.. بل وجع في مقالات.. ونبض في سطور الناس.. وغضبٌ ناعمٌ في منشورات التواصل الاجتماعي.. المواطن لا يدخل مكتبك.. لكنه يكتب.. يصرخ على طريقته.. فإذا لم تصغِ له.. فأنت لا تستحق أن تكون خادماً له..

نحن لا نريد وساماً.. ولا تصريحاً يعترف بمساهمتنا.. فقط نرجو أن تكون لنا قيمة عندك.. أن تقرأ حين نكتب.. لا لتردّ.. بل لتتأمل.. أن تعي أن خلف الكلمات قلوباً تحترق.. وعيوناً سهرت.. وأقلاماً تكتب لا لتشتهر.. بل لتُصلح..

لو قرأ المسؤولون فعلاَ ما يكتب الناس.. لما كانت الفجوة بهذا الاتساع.. بين القرار والميدان.. ولو جلس كل وزير ساعة أسبوعياً.. يطالع ما يُقال عنه.. لما تراكم الغضب في صدور الناس.. حتى انفجر بعضه في نكتة.. وبعضه في هجرة.. وبعضه في كفرٍ بالصوت نفسه..

الذين يكتبون.. هم حراس النبض الحقيقي للوطن.. لا يبحثون عن الخلود.. بل عن الاستجابة.. لا ينتظرون اعترافاً رسمياً.. بل فعلاً نافعاً.. إن نسبتها لنفسك.. فليكن.. خذها.. ألبسها عباءتك.. لا نغار.. لكن لا تتركها في الريح تموت..

هناك قرارات تغيرت.. لأن تغريدة أشارت.. أو مقالاً أضاء.. أو ملاحظة صغيرة نبهت.. لكنها بقيت مجهولة النَسب.. لا ضرر في ذلك.. إن كانت النية خالصة.. لكن المؤلم.. أن المسؤول لا يقرأ.. ولا يسمع.. ثم يقول.. لماذا كل هذا الاحتقان؟!..

إن لم تكن تقرأ.. فممن تستمد وعيك؟!.. من فريقك المغلق؟!.. من التقارير التي لا تقول.. إلا ما تحب؟!.. من المقربين الذين لا يرون فيك.. إلا ما يُرضيهم؟!.. الوطن لا يُفهم من التقارير وحدها.. بل من الحروف التي تكتب بالوجع.. من الأوجاع التي تُقطّر في كل مقال..

نكتب يا أيها المسؤول.. ليس لنعارضك.. بل لننبهك.. نكتب لا لنحطم.. بل لنرمم.. فإن وجدت ما ينفعك.. خذه.. تبناه.. وانسبه لنفسك إن شئت.. فقط اقرأ.. فقط لا تغمض عينيك في وجه النصيحة.. ولا تضعف أمام كلمة صدق خرجت من غيرك..

في المحصلة.. إن أخذك الكبرياء بعيداً.. فاعلم.. أن الكلمة لا تموت.. وأن أصحابها باقون.. ولو بلا أوسمة.. يكفينا أن نكون بين السطور.. حيث نحدث الفرق بصمت.. ونترك الأثر بلا توقيع.. لأن الفضل لله.. ثم للوطن.. ثم لمن يقرأ..

أما أنت.. فاختر مكانك.. إما قارئاً واعياً.. أو مسؤولاً غائباً عن كل ما يهم الناس.. وفي الحالتين.. سيُكتب عنك الكثير.. لكن بين مَن يكتب بحبٍ.. وبين مَن يكتب بحسرة.. فارق لا تقرره إلا عينيك.. إن كانتا تقرآن..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :