facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترامب وماسك .. نهاية شهر العسل طريقة إدارة ونتائج خطيرة


المحامي الدكتور هيثم عريفج
08-06-2025 11:12 AM

لم يكن الخلاف العلني بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك مجرد خلاف شخصي أو انفعال عابر، بل كان نتيجة حتمية لنمط من الإدارة يتّسم بالتقلب، وردود الفعل المزاجية، والاستعداء السريع لكل من لا يقدّم ولاءً كاملاً. الصدام بين الرجلين جاء بعد "شهر عسل" سياسي لم يدم سوى بضعة أشهر، انتهى بطرد ماسك من دوائر البيت الأبيض بطريقة تعكس منطقًا سلطويًا في إدارة الشأن العام، وتؤشر إلى سلسلة من الأزمات التي لن تتوقف عند هذا الحد.

في الأشهر الأولى من علاقة ترامب بماسك، بدا أن الإدارة تحتفي بقرب أحد أبرز العقول التكنولوجية منها. تغريدات مجاملة، لقاءات غير رسمية، وإشارات إلى تعاون في ملفات الذكاء الاصطناعي والطاقة.

لكن هذا الود لم يدم طويلًا. فجأة، تم تهميش ماسك واستبعاده من الاجتماعات المغلقة واللجان الاستشارية. مصادر قريبة وصفت الأمر بـ"الطرد غير المعلن"، بعد أن رفض ماسك الانسجام مع بعض قرارات ترامب الاقتصادية والبيئية، وخاصة انسحاب الإدارة من التزاماتها الدولية في ملف التغير المناخي.

هذا التغير السريع في العلاقة يعكس بوضوح النمط الذي حكم إدارة ترامب: الولاء المطلق أو الإقصاء الفوري.

الخلاف لم يتوقف عند حد الإقصاء، بل تحوّل إلى ساحة صدام علنية، تبادل فيها الطرفان الاتهامات والهجمات عبر منصاتهم الخاصة.

الخلاف السريع مع ماسك ليس استثناءً، بل جزء من نمط متكرر في عهد ترامب. تحالفات مؤقتة، تراجعات متكررة، وعداء فوري مع كل صوت مستقل. ترامب قدّم نموذجًا إداريًا يوصف بـ"الغريب"، يتّسم بالقرارات الانفعالية، وعدم الالتزام بأي استراتيجية طويلة الأمد، الأمر الذي ينعكس مباشرة على الأسواق، وعلى الثقة الداخلية والخارجية في استقرار الدولة.

الاقتصاد الأميركي، الذي كان يأمل في استيعاب الابتكار ودعم التحول الرقمي، بات يعاني من اضطرابات ناتجة عن تدخلات سياسية في الشأن الاقتصادي، وتصفية الحسابات مع رجال أعمال لهم تأثير عالمي.

والأخطر أن هذه السياسات لا تضر الولايات المتحدة وحدها، بل تمتد آثارها إلى الاقتصاد العالمي بأسره، في ظل ترابط الأسواق وتشابك المصالح.

ورغم المظهر الذي يحاول ترامب الحفاظ عليه كـ"قائد حاسم"، فإن التراجع المستمر عن قرارات مصيرية، والعداء المتكرر مع حلفاء الأمس، يوضح أن هناك خللًا استراتيجيًا في بنية التفكير داخل هذه الإدارة. هذا الخلل، الذي لا يقوم على دراسة ولا على ثبات، ينذر بانفجارات سياسية واقتصادية ستكون آثارها أكثر وضوحًا وسرعة مما يتوقع البعض.

خلاف ترامب وماسك هو تحذير مبكر: إدارة تُقصي العقول وتدير الحكم بالعاطفة لا يمكن أن تصنع استقرارًا، ولا مستقبلًا.

اتهام ماسك لترامب بوجود اسمه ضمن ملفات إبستين ليس مجرد تصعيد شخصي، بل مؤشر إلى حجم الانكشاف الذي قد يواجهه ترامب كلما اقترب من العودة إلى المسرح السياسي.

وفي المقابل، فإن إقصاء شخصيات مثل ماسك لا يشير إلى قوة في القيادة، بل إلى هشاشة في البنية السياسية، تفضل السيطرة المطلقة على الشراكة، وتُقصي كل من يمتلك فكرًا مستقلاً.

ما بدأ كتحالف عابر، انتهى بصراع قد يشكل نقطة تحوّل في العلاقة بين التكنولوجيا والسلطة في أميركا. والنتائج؟ ستظهر أسرع مما يتخيل الجميع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :