نحن الأردن .. لماذا يكرهنا البعض .. ؟!!
صالح الراشد
09-06-2025 06:37 PM
هاجم البعض والبعض القليل ممن لا يرجى منهم الخير وطني الأردن، ولم يتوقفوا لسوء تربيتهم وضعف فكرهم، فهاجموه في كل موقف مشرف فاتهموه بأنه يتقاضى المال الوفير نظير استضافة الأخوة السوريين حين هروبهم من الموت، وقبلهم هاجموا الأردن لتحوله لبيت أمان للأهل في العراق، ولم تنجوا طائرات الخير فوق غزة من شرورهم وسوء نواياهم فكذبوا وكذبوا معتقدين ان الناس سيصدقونهم، لكنهم خابوا وخسروا وفي أكاذيبهم غرقوا، فالأحرار والمفكرين العرب والأجانب يعرفون الأردن بقيمته وقوته وعزته ورحابة صدره واتساع قلبه، ليكون هؤلاء الرجال السباقين في الدفاع عن وطن الشمس أمام أكاذيب بلاد الضباب وصُناع الخراب.
وكأني بالأردن وطن الخير والمحبة يستهجن فِعلَ هؤلاء ويتساءل، لماذا يكرهونني؟، أو لماذا يكرهون الخير لي؟، رغم أنني بيتهم حين تتهدم بيوتهم وغطائهم حين يتكشفون وطعامهم وقت يجوعون، ومركز أمنهم حين يرتعبون، لماذا يكرهون الخير لي وما كرهتهم يوماً في حياتي؟، وقد أحببتهم جميعا وكنت للجميع نِعمَ الجار فقد نشأت على الحب وتقديم الخير دون انتظار الرد ولا أبحث عن الشكر والثناء، أحببتهم دون النظر في وثائقهم ولم أبحث يوماً عن أصولهم ومنابتهم وأعراقهم ومشاربهم وأديانهم ومذاهبهم، فأنا أتسع للجميع فاسمي من نهري والأنهار عطاء بلا حدود، تُنبت الخير حيث سارت وتزرع الحياة أينما تواجدت.
لانني بفضل من الله ثم رجال العز والفخار الواحة الغناء وسط صحراء الموت المحيطة بي حيث تُتخطف الأرواح، فتهوي إللي أفئدة الرجال والنساء والأطفال بحثاً عن الأمان والسكن، فيفدون لحضني مشياً وركبانا مرتعبين من هول ما يجري في ديارهم فيجدون دفء الاستقبال وأمان الحاضر وتزايد أحلام المستقبل، فلماذا يكرهوني البعض وشعبي أهل العلم والمعرفة؟، فمن هنا يعود السقيم سعيداً فرحاً قد شفي، ومن هنا يعود الطالب يحمل شهادته التي ترسم مستقبله، فأنا الأردن ما أُغلقت بابي في وجه محتاج وما نام شعبي شبع وجاره جائع، وتقاسمنا معهم الغذاء والملابس والدواء، فنحن الأردن نبتسم في وجه الجميع حتى من يكرهنا حزناً عليه، ولأنه يكره مصلحته ونفسه فنحن أردن الجميع، فنحن آخر معاقل القومية العربية وأتباع الدين الحنيف بالحق.
فمن أين يأتي صُناع الكراهية ونحن من صنع المحبة؟!، فالجيل الأردني القديم تربي على الغناء للجزائر وهي تحارب لأجل استقلالها، ولمصر في العدوان الثلاثي ولسوريا في حروبها الخارجية والداخلية وكنا لها دوماً العون والسند، وللعراق وأهلها في مواجهة العدوان، ولليمن السعيد كنا البسمة في يوم بؤسه، ودعمنا المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا في ما يحقق مصالحهم، وكان أردن المحبة والجار الطيب للسعودية والكويت وقطر والامارات والبحرين وعمان وإن بعُدت المسافات مع بعضها، ووقفنا مع لبنان في حربها مع العدوان ورفضنا الخوض في شؤونها الداخلية، ولفلسطين كنا بوابة العبور والقلب الكبير والمدافعين عن حقوقها في كل مكان وزمان، فمن أين جاء من يكرهنا أم هم نبت شيطانيّ ملعون.؟
آخر الكلام:
منذ اليوم الاول لوصولي للولايات المتحدة التقيت العشرات من أبناء وطني، فوجدت عشق الأردن في نفوس ابنائه وتحدث غالبيتهم العظمى عن الوطن بعزة وإكبار وأظهروا ألمهم من الذين يهاجمونه على أي حركة يقوم بها وعلى أي خير يناله، لذا لم أجد وصف أجمل مما سمعت بأنه من لا يحب الأردن كاره لذاته متنكراً لحاضره رافضاً بناء مستقبله.