تعرضت إيران خلال الساعات الماضية لضربة قاسيةتؤكد مجددًا أن النظام الإيراني مخترق بعمق، وأن قيادته على دراية بذلك، لكنها عاجزة عن مواجهته فعلياً.
‏
مئات من عملاء الموساد الإسرائيلي ينشطون داخل إيران،بالتنسيق مع أجهزة استخبارية أخرى في تعاون وثيق بين وكالات غربية وأخرى من دول إقليمية.
‏
استعداء إيران المستمر مع لدول الخليج العربي والأردن، ساهم في تعقيد المشهد الأمني داخل إيران.
‏
الإختراقات وصلت إلى مواقع عسكرية ونووية بالغة الحساسية، ما يجعل البرنامج النووي الإيراني في متناول دولة العدو الاسرائيلي، مشكلة عبئًا ثقيلًا على الدولة الفارسية، بدلًا من أن يكون ورقة قوة، وفي هكذا إطار، أصبح الطموح النووي الإيراني نقمة، لا نعمة.
‏
الضربات المتتالية على إيران فجر اليوم  ليست مجرد ضربات عابرة، بل هي رسالة واضحة، لإيران قبل غيرها وهي ان الأمن القومي الإيراني في مهب الريح.

إسرائيل وجهت على الأقل 5 ضربات لإيران، خمس موجات من الغارات على إيران،  استهدفت وضربت ما يزيد على 350 هدفا، إلا ان الجانب الأبرز في هذه العملية هو السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأجواء الإيرانية، فإسرائيل ومن خلال كل هذه الغارات أظهرت بأن لديها حرية عمل تامة في الأجواء الإيرانية، هذا يعني بأن قرار توجيه الضربات لإيران والاستمرار بهذه الضربات هو بيد إسرائيل، لا يوجد ما يعيق عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء الإيرانية.

هذا الإستهداف الصارخ جاء تأكيداً على  دخول دولة الكيان الاسرائيلي مرحلة جديدة في استهدافها للكوادر الحيوية في إيران، إذ كانت سابقًا تنفذ إغتيالات فردية، أما الآن فبعض الضربات ادت إلى قتل عدد كبير من الشخصيات العسكرية والنووية دفعة واحدة.

الضربة كانت متوقعة، لا سيما أن تل أبيب بعثت برسائل واضحة إلى طهران من لبنان، بعدما شنت طائراتها الحربية، في 5 يونيو/ حزيران الجاري، سلسلة من الهجمات العنيفة والواسعة والتي اعتبرت الأولى من حيث حجم المناطق التي طالتها، وفي عدد الضربات على مواقع تابعة لحزب الله بعد التوقيع على اتفاقية الهدنة في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وبين الرد والرد المعاكس، تتأرجح المنطقة على فرضية الحرب الواسعة، ولكن هل الإيراني قادر أو مستعد لها، أم سيفهم رسالة القصف وترامب معاً، ويحولها إلى هجمات تكتيكية تضمن له الحفاظ على قوة نفوذه، هنا تكمن الإشكالية؟.