facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب ايران واسرائيل .. المصلحة العربية؟


السفير محمد الكايد
15-06-2025 11:46 AM

اخيرا ولأول مرة في التاريخ تندلع الحرب مباشرة بين ايران واسرائيل بعد صراع طويل عبر الحروب بالوكالة على الاراضي العربية. وجاء الوقت الذي تجد ايران فيه نفسها وقد بقيت لوحدها امام الطائرات الاسرائيلية فوق كل اراضيها دون الخطوط الدفاعية الامامية التي انشئتها في عدد من الدول العربية. وقد تلقى النظام الايراني صفعات قوية في الايام الاولى للحرب تمثلت في قصف وتدمير عدد من المنشئات الحيوية واغتيال قادات الجيش والحرس الثوري والعلماء قبل ان يتمكن النظام من اعادة ترتيب استعداداته وتوجيه صواريخه الى اسرائيل في ضربات لم تشهدها اسرائيل من قبل.

مما لا شك فيه ان اسرائيل قد ابتدأت الحرب بدون عذر او استفزاز ايراني مباشر. وعللت اسرائيل قرار الحرب باقتراب ايران من امتلاك القنبلة الذرية وهو العذر القديم المتجدد الذي تعاملت فيه اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة لعقود طويلة مع ايران دون وجود دليل مادي على اقتراب ايران من الدخول الى النادي النووي ، وهو نفس العذرالمضحك الذي يذكرنا بقصة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل.

هناك اهداف اخرى للعدوان الاسرائيلي على ايران واولها ايجاد جبهات قتال جديدة كلما خفت حدة المعارك على الجبهات الاخرى بحيث يبقى المجتمع الاسرائيلي ملتف حول حكومته ورئيسها الملطخ بقضايا فساد كثيرة، وهو السبب الرئيسي الذي يشرح عدوانية وشراسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ويفسر ايضا وضعه شروط يستحيل تطبيقها في كل النزاعات التي تخوضها اسرائيل مع علمه الاكيد برفض الطرف المقابل لهذه الشروط ، الامر الذي يضمن استمرار النزاعات ومعها استمراريته السياسية. لا يكاد المراقب ان يرى اي عذر اخر لهذه الحكومة في شنها لكل الحروب سوى ضمان بقائها السياسي.

وحيث ان المقاربة باعلاه قد اصبحت حقيقة واضحة للقاصي والداني ، الا انه يتوجب القول بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هو مقامر سياسي من الدرجة الاولى ويتقن هذا الفن وعلى استعداد ان يقامر بمستقبله ومستقبل دولة اسرائيل ومكانتها وسمعتها واصدقائها دون ان ترمش له عين. فقد قامر ضد حزب الله وقوته الصاروخية ، وقامر ضد حياة الرهائن الاسرائيلين في غزة ، وها هو يقامر الان في حربه مع ايران.

ان المقامرة مع ايران تعتمد في نجاحها او فشلها على امرين اساسيين: حياة الاسرائيلين من جهة وتدمير الاقتصاد الايراني من جهة اخرى. فكلما زاد عدد القتلى الاسرائيلين تزداد معه قرب نهاية حياته ومستقبله السياسي خصوصا مع استمرار احتجاز الرهائن وقيام القوات الاسرائيلة بقتل عدد منهم. ان قتل اعداد كبيرة من الاسرائيلين نتيجة القصف الايراني هو الكابوس المزعج لنتنيامن وليس تحطيم المرافق الاقتصادية وحتى العسكرية فكلها سيتم نعويضها من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية. من ناحية اخرى، فان فرصة نتنياهو في الفوز تعتمد على تدمير المرافق الاقتصادية الايرانية وخاصة النفطية وتدمير محطات الكهرباء والماء وكل ما يمس الحياة اليومية للمواطن الايراني الذى يعاني اصلا من المقاطعة والحصار الاقتصادي المفروض على ايران منذ عقود طويلة. ان نقطة الضعف الكبيرة لدى نظام الملالي هو نفطه وامواله ولا يهمه اعداد القتلى ولا قتل قادته وعلمائه ، ولا حلفائه في لبنان وغزة واليمن بل جل اهتمامه هو التفاف المجتمع الايراني خلفه عبر المحافظة على مستواه المعيشي (المنخفض اصلا) والا سيواجه قلاقل داخليه ومظاهرات واعتصمات تهدد وجوده السياسي وخاصة في ضوء وجود الكثير من المعارضين له في الداخل والخارج على حد سواء.

من جهة اخرى، تهدد هذه الحرب اسس المصالح العربية في المنطقة وتضعها امام تحديات كبيرة وتجعل انتصار اي طرف تحديا وجوديا للعالم العربي. ففي حال فوز اسرائيل فيها سيجد العالم العربي نفسه امام اسرائيل اقوى واشرس مما هي عليه حاليا ، وستفرض ارادتها السياسية بتاييد امريكي على القضايا العربية وبالاخص القضية الفلسطينية ولن تجد امامها اي قوة ردع بالمعنى العسكري. اما في حال فوز ايران، فسيعود العالم العربي الى الميليشيات المسلحة الطائفية والشعارات الوطنية الفارغة التي تغديها ايران وستعاني بعض الدول من قلاقل وعدم استقرار نتيجة النفوذ المتحصل لايران في حال صمودها ومقاومتها . ومن هنا فان الابقاء على حالة الردع بين اسرائيل وايران قد تكون هي الحالة المثلى للعالم العربي بحيث يستطيع المناورة وفرض سياساته ومصالحة في منطقتنا العربية مع ضرورة الابقاء على القضية الفلسطينية يايدي الدول العربية بغض النظر عن النتائج التي سيتمخض عنها النزاع الحالي.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :