facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تصريح ترامب بإخلاء طهران ما بين بين الحرب النفسية والتصعيد


د. ثابت المومني
17-06-2025 03:32 PM

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا وتكهنات عميقة حول النوايا الأميركية، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريحٍ يدعو فيه إلى ما فُهم على أنه "إخلاء طهران".

هذا التصريح، بقدر ما يحمل من صدمة في مضمونه، إلا أنه لا يبدو مجرد انفلات لغوي، بل يأتي في توقيت حساس جدًا يعكس توترًا إقليميًا متصاعدًا وصراعًا مفتوحًا بين إيران وإسرائيل، وسط مراقبة دولية مشددة.

التصريح لم يكن عابرًا. فقد جاء في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات ميدانية حادة، أبرزها الضربات الصاروخية الإيرانية غير المسبوقة تجاه تل أبيب، والتي كشفت عن قدرة ردع جديدة أقلقت القيادة الإسرائيلية. في الوقت ذاته، تبدو إسرائيل عاجزة عن حسم المواجهة أو استعادة المبادرة، ما يضع حلفاءها، وعلى رأسهم واشنطن، في موقف مُحرج أمام الرأي العام الإقليمي والدولي.

ترامب، بشخصيته المثيرة للجدل وتاريخه في التصريحات النارية، استغل اللحظة ليوجّه ضربة إعلامية مركّزة تحمل أكثر من رسالة. فهي من جهة موجّهة إلى الداخل الأميركي لتثبيت صورته كقائد قوي وحاسم، خاصة في ظل أجواء انتخابية واحتجاجات ساخنة، ومن جهة أخرى تستهدف بث الرعب داخل إيران، وزعزعة ثقة الشارع الإيراني بقيادته، وتكثيف الضغط النفسي على صناع القرار في طهران.

قد يفهم البعض هذا التصريح على أنه تمهيد لتحرك عسكري أميركي مباشر، إلا أن الواقع الجيوسياسي يقول غير ذلك. فالولايات المتحدة، في هذه المرحلة، ليست في وارد الدخول بحرب شاملة في الشرق الأوسط، خاصة ضد دولة بحجم إيران.

فالجيش الأميركي يفتقر حاليًا للجاهزية اللوجستية والمعنوية لخوض صراع بهذا الحجم دون غطاء دولي وتحالف متين. كما أن أي مغامرة عسكرية من هذا النوع ستفتح أبواب الجحيم في الإقليم، وقد تدفع قوى كبرى مثل روسيا والصين إلى الدخول على خط المواجهة بشكل مباشر أو غير مباشر.

التصريح إذًا، وإن بدا صادمًا، إلا أنه أقرب إلى أداة في معركة الحرب النفسية، تهدف إلى فرض هيمنة معنوية على المشهد. فحين يُطلب من الناس "إخلاء عاصمة"، فإن ذلك يُراد له أن يزرع الرعب، أن يكسر الهيبة، وأن يرسل رسالة للعالم بأن طهران ليست بمأمن، لا سياسيًا ولا عسكريًا.

مع ذلك، لا يمكن تجاهل السياق الذي قيل فيه هذا التصريح. فالصواريخ الإيرانية التي أصابت أهدافًا في تل أبيب وأربكت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ربما دفعت واشنطن إلى محاولة تعويض هذا الإرباك برسائل شديدة اللهجة. كما أن التوقيت يتزامن مع مؤشرات ضعف في الأداء الإسرائيلي الميداني، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية أن تكون الولايات المتحدة بصدد دراسة خيارات رد بديلة، ليس بالضرورة عسكرية، بل تشمل ضغطًا سياسيًا واقتصاديًا ونفسيًا مكثفًا.

يبقى السؤال الأهم ،هل تُؤخذ تصريحات ترامب على محمل الجد؟!!!
التاريخ يعلّمنا أن تصريحاته كثيرًا ما كانت استعراضية الطابع، لكنها في بعض الأحيان تحولت إلى سياسات فعلية عندما كانت تلاقي قبولًا من المؤسسة العميقة في واشنطن. ومع اشتداد الخلافات الدولية، وتزايد المؤشرات على دخول العالم في مرحلة صدام كبرى بين الأقطاب، فإن أي زلة لسان قد تكون شرارة لحدث أكبر.

ختامًا، يبدو أن تصريح ترامب عن إخلاء طهران ليس مجرد فقرة من فقرات حملة انتخابية ، بل هو إشارة إلى أن الحرب، حتى وإن لم تكن قريبة بالمعنى العسكري، فإنها مشتعلة بالفعل في العقول والمواقف والكواليس. وعلى القادة في طهران وتل أبيب وواشنطن أن يقرأوا هذه الإشارات بحذر شديد، فالمشهد لا يحتمل مزيدًا من المغامرات غير المحسوبة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :