facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لعبةُ النار والارتباك في مواجهة المصير


د. محمد خالد العزام
20-06-2025 03:12 PM

ضربةٌ عسكريةٌ قاسيةٌ تُحطِّمُ صَمْتَ طهران، فتسقطُ قياداتٌ وتتشظَّى خطاباتُ تل أبيب.

إذ نجد نتنياهو، بعد أن رفع سقفَ تهديداته إلى عنان "تقويض النظام الإيراني، يتراجعُ فجأةً كمن يمسكُ برمادِ الأحلام. ينحني سقفُ خطابه، فيتحوَّلُ إلى همسٍ يلثمُ آذانَ الداخل الإيراني، وكأنما يُقرُّ بصعوبةِ حرقِ العُقَدِ العسكريةِ بمفردها.

وتستمرُّ الصواريخُ الإيرانيةُ تخترقُ سماءَ المواجهةِ كسهامِ قدرٍ لا تُخطئ. واعترافٌ إسرائيليٌّ صادمٌ يعلو بأن منشأة (فوردو) النووية الإيرانية حصنٌ لا يُقهرُ دون جناحِ النسرِ الأمريكي".

ومن هنا ينفجرُ بركانُ واشنطن بالعديد من التصريحاتٌ المتناقضةٌ والتي تدفقُت كحممٍ بلا مسار. هل تدخلٌ عسكريٌّ؟ أم مراوحةٌ في الظلال؟ ضربةٌ جراحيةٌ أم حربٌ كونيةٌ لـ"تطهير الشرق"؟ أسئلةٌ تسبحُ في ضبابِ إستراتيجيةٍ غائبةٍ.

ونجد الرئيس الأمريكي ترامب، كبوصلةٍ تائهةٍ في عاصفة، يتقلَّبُ خطابُه بين حين وآخر بين جمرةِ الحربِ ونداوةِ الدبلوماسية. يُحذِّرُ من نارٍ تأكلُ الأخضرَ واليابسَ ، ويرمقُ فرصةً أخيرةً للمفاوضات.

وفي مفارقةٍ تذهلُ العقلَ، يُعلنُ غروسي أن "شبحَ القنبلةِ النوويةِ وهمٌ" – نقيضاً لصيحاتهِ قبل أيام!.

وأوروبا، كأنما انتبهتْ للعاصفة، تُلقي بشباكِ الدبلوماسيةِ في بحرٍ هائج من المناوشات والتهديدات والضربات العسكرية.

لكنَّ قرارَ ترامب يظلُّ معلقاً كسيفٍ فوق رؤوسِ الجميع. خلفَ هذا الترددِ شرخٌ أمريكيٌّ ينزفُ: هَل تُطيقُ مصالحُهم زلزالَ حربٍ شاملة؟ ومن يملكُ حقَّ إشعالِ الفتيلِ: البيتُ الأبيضُ أم الكونغرس؟ وأعمقُ من ذلك: معضلةٌ كالسُّلَّمِ المسموم.

فاستمرارُ حربِ الاستنزافِ ينخرُ عظامَ إسرائيلَ، بينما أيُّ خطوةٍ أمريكيةٍ قد تُطلقُ عنانَ حربٍ إقليميةٍ لا تعرفُ نهاية.


وفي عينِ الإعصار، يرتطمُ صخرُ الرؤى بين واشنطن وتل أبيب. إسرائيلُ، كما يجلجلُ زامير في دراسته، لا ترى في البرنامجِ النوويِّ مجردَ أرقامٍ في مختبرات. إنه سكينٌ على حلقِ الوجود من إيرانَ والحرسِ الثوري، يقتضي التحطيـمَ لا المساومة وعقيدةٌ من حديدٍ تصطدمُ بحساباتِ أمريكا المتشابكةِ كخيوطِ عنكبوتٍ فوق برميلِ بارود.

اليومَ، المشهدُ كرقصةٍ على حافةِ بركان إيرانُ تضربُ بثباتِ ساعةِ الموت، إسرائيلُ تُحوِّلُ خطابَها بحثاً عن مخرجٍ من متاهةٍ، وأمريكا تتخبَّطُ بين نارِ التدخلِ وجمرِ الترقب.
أما فرصةُ الدبلوماسيةِ الهشَّة، فهي كشمعةٍ في مهبِّ إعصار. فهل تُنيرُ طريقاً للنجاةِ، أم تذوبُ في لهيبِ المواجهة؟ اللعبةُ على شفا الهاوية، والرهانُ أكبرُ من قنبلة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :