facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترامب والدبلوماسية المهددة بالضياع


السفير الدكتور موفق العجلوني
20-06-2025 05:36 PM

في ضوء ما نقلته صحيفة نيويورك بوست حول تفضيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق مع إيران، ونيته منح مهلة أسبوعين للمسار الدبلوماسي، يبرز سؤال محوري: هل تُبنى السياسات الدولية على مهل قصيرة وسقوف تهديد، أم على استراتيجيات حكيمة وطويلة النفس تليق بجهود سلام حقيقية؟

المهلة التي طرحها الرئيس ترامب، وإن كانت بادرة تُحسب له في زمن تتكاثر فيه قرقعات وفرقعات السلاح، لا تليق بخطورة المرحلة، ولا بعمق الأزمات. السلام لا يُنتج تحت ضغط الزمن، بل في رحاب الحكمة والرؤية والضمير الإنساني.

ما يشهده قطاع غزة منذ شهور من دمار وقتل ممنهج، تحت ما وصفه العالم بـ “تفويض مفتوح" لإسرائيل، يضع مصداقية الولايات المتحدة كراعٍ للسلام على المحك. كيف يمكن لدولة عظمى أن تدعو للحوار في طهران بينما تغض الطرف عن آلة الحرب المدمرة في غزة؟

لقد وضع جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله مرآة صادقة أمام برلمانات العرب والغرب حين تحدث بلسان الضمير الإنساني عن معاناة الفلسطينيين، وعن ضرورة كبح جماح العنف والسير نحو حلول شاملة تحفظ حقوق الشعوب وأمن الدول. فهل سمعه صانعو القرار في واشنطن؟ وهل أخذت إدارته نصيحته بجدية؟

إذا كان ترامب يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام، كما تردد وسائل إعلامه، فعليه أن يبدأ من حيث تسفك الدماء: غزة أولاً، ثم الجبهة الإيرانية. أن يوقف الحرب لا أن يديرها. أن يطلق يد الدبلوماسية لا القاذفات. أن يستدعي وسطاء الخير لا أن يُعد العدة لضربات محدودة لا يعرف أحد حدودها الحقيقية.

السلام لا يأتي عبر القوة. هذا درس كتبته كل حروب العالم الكبرى، وأعاد تأكيده الزمن مرارًا. وحدها الدبلوماسية، عندما يقودها عقل راشد، وإرادة إنسانية، ومخافة من الله والتاريخ، قادرة على رسم مستقبل آمن لشعوب هذه المنطقة المنكوبة.

فخامة الرئيس ترامب، إذا كنت تطمح إلى لقب "صانع سلام" او بالأحرى فخامة صانع السلام، فاعلم أن السلام لا يصنعه من يمنح مهلة لأسبوعين، بل من يمنح الحياة فرصة تستحق سنوات من التفاوض، والتفاهم، والتنازل النبيل ووقف فوري لأطلاق النار. اذكركم بقوله تعالي في سورة المائدة اية ٣٢ : " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ." هذا مجرد قتل نفس واحدة، فما بالكم قتل عشرات الالاف من الأطفال والنساء والشيوخ .. والحبل على الجرار.

بينما تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، من غزة إلى طهران، يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المشهد بتصريحات تُروّج لانفتاحه على الحوار مع إيران، من خلال مهلة زمنية "أخيرة" لا تتجاوز الأسبوعين، قبل التفكير بخيارات عسكرية. ووسط ضجيج هذه التصريحات، يتساءل العالم: هل هذا توجه نحو السلام، أم مجرد محاولة لتلميع صورة سياسية تشوّهت بمواقف داعمة للحرب وتفويضات كارثية؟

الرئيس ترامب، الذي يطمح كما يقال لجائزة نوبل للسلام، لا يزال يصرّ على معادلة مشوهة: دبلوماسية مقيّدة بسقف زمني ضيّق ( ٦٠ يوم او ١٤ يوم ..!!!) ، مقابل تهديدات بضربات عسكرية تستهدف منشآت حيوية في إيران، في حال لم يتحقق "تقدم كافٍ" في المحادثات.

لكن المثير للسخرية أن ذات الإدارة لم تكتفِ بتجاهل المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، بل قدّمت، ضمنيًا، تفويضًا مفتوحًا لبنيامين نتنياهو لإبادة البشر والحجر في القطاع، تحت ذرائع الأمن القومي، وبدعم عسكري وسياسي غير مشروط. فأيّ مصداقية تبقى لخطاب السلام، إن كانت يداك مغطاة بدماء أطفال غزة؟ وأيّ منطق يدعو للحوار في طهران، بينما تُمنح إسرائيل حرية إبادة كاملة في فلسطين؟ هل تختلف قنبلة في نطنز عن صاروخ على رفح؟ هل الدم الإيراني أغلى من الدم الفلسطيني؟

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يواصل سياسات القمع والتطهير العرقي، لم يُبقِ أي مساحة للحوار، ولا لبصيص الأمل في التهدئة. كل مبادرات السلام العربية والدولية تم تهميشها، وكل دعوات وقف إطلاق النار قُوبلت بالمزيد من التصعيد. سجله السياسي حافل باستغلال كل فرصة انتخابية لتعميق الصراع، وإطالة أمد الحرب، وخلق واقع ميداني يجعل من حلم الدولة الفلسطينية أقرب إلى السراب. لقد استثمر في الموت كي يبقى، وروّج للخوف كي ينجو، وأمعن في التوحّش كي يُرضي أقصى أطياف اليمين المتطرف.

وفي خضم هذه الفوضى، يعلو صوتٌ عربي هاشمي شجاع، متّزن ومبدئي وعقلاني و صاحب بعد نظر يتمتع باحترام و تقدير كبيرين بين قادة الشعوب، يعيد التذكير بثوابت السلام العادل والشامل. نعم انه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ومن على منابر برلمانات عربية وأوروبية، لم يتردد في كشف زيف الروايات الإسرائيلية، ولا في توجيه اللوم الصريح لصمت المجتمع الدولي، ولا في دعوة العالم إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني. لقد مثّلت مواقفه مرآة حقيقية تعكس تطلعات الشعوب العربية، وحاجة المنطقة لحلول مستدامة تضع حدًا لمعاناة مستمرة منذ عقود.

نصيحة للرئيس ترامب: وقف قتل البشر يستحق اسابيع لا بل أشهر لا بل سنوات و ليس اسبوعين، يكتفي ما فعلتموه بتفويض مفتوح منكم لنتنياهو في قطاع غزة، الا تأخذون الدرس الذي اعطاه جلالة الملك عبد الله للبرلمان الاوروبي و القادة الاوروبيون. عليكم اخذ نصيحة ملك الاردن ايها الرئيس الذي تطمح لجائزة نوبل للسلام، عليك بوقف الحرب على قطاع غزة اولاً وعلى الجبهة الايرانية ثانية وأطلق يد الدبلوماسية وسطاء الخير للوصول الى تسوية تقود الى الامن والسلام والعيش بأمان كل شعوب المنطقة. فالقوة لا تودي الى سلام فقط، الدبلوماسية والتفاهم بين الشعوب وحكمة وعقلانية ومخافة القادة من الله عز وجل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :