facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بداية نهاية المشروع الإيراني في الشرق الأوسط


د.خالد يوسف الزعبي
21-06-2025 12:42 PM

تسعى إسرائيل منذ زمن طويل إلى القضاء على المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، والقضاء على الأذرع العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية في الدول العربية، فهي تسعى إلى القضاء على حماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وقوات الدعم الشيعية في سوريا.

لا بل والقضاء على المد الإسلامي والصفوي والشيعي في الدول العربية، المجاورة للحدود مع إسرائيل والبعيدة عنها، لأنها أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا عليها، وعلى وجود إسرائيل. لذلك سعت إسرائيل في حربها إلى القضاء على حماس في غزة، وعلى حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، من خلال شن الحروب عليهم عسكريًا وسياسيًا، وذلك باستخدام سلاح الطيران الحربي في ضرب وتدمير أسلحتهم، والقضاء على هذه الأذرع العسكرية التي تعمل لمصلحة إيران.

وبعد أن تأكد نتنياهو وحكومته وجيشه الإسرائيلي من إضعاف تلك الأذرع العسكرية والأمنية، قام بالمفاجأة بارتكاب حماقة عسكرية بالاعتداء على إيران، وضرب المفاعلات النووية الإيرانية، والقضاء على 20 من القادة العسكريين والعلماء في الطاقة النووية الإيرانية.

وقد شكلت الضربة صدمة كبيرة للنظام الإيراني، حيث اعتمد نتنياهو على المعلومات القيمة من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية والجواسيس في قتل العديد من الإيرانيين. لكن إيران استطاعت أن تمتص الصدمات بسرعة البرق، وتقوم بالرد القوي على إسرائيل من خلال توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل بالصواريخ الباليستية والمتنوعة، وإحداث دمار شامل في المباني والمنشآت الحيوية العسكرية الإسرائيلية، والمراكز والمعاهد العلمية المتخصصة في مجال التكنولوجيا الحديثة العسكرية، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المواقع العسكرية الإسرائيلية،و إلحاق الأضرار الكبيرة بالاقتصاد الإسرائيلي، والمطارات، وتعطيل العمل في مصفاة البترول في حيفا، وإبقاء سكان إسرائيل في الملاجئ، وشل الحياة شبه التام في إسرائيل، مما دفع الإسرائيليين للهروب عبر القوارب إلى قبرص.

ان نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة سعت إلى إفشال المفاوضات بين أمريكا وإيران قبل يومين من انعقاد آخر جلسة في عمان، كان متوقعًا أن تصل إلى حل سياسي حقيقي حول الطاقة النووية الإيرانية، المفاعلات والتخصيب، للأغراض السلمية للطاقة النووية الإيرانية، بعيدًا عن امتلاك السلاح النووي الإيراني أو القنبلة الذرية. لكن إسرائيل سعت إلى إفشال المفاوضات، وقامت بضرب إيران.

ان نتنياهو يسعى إلى استهداف العمق الاستراتيجي لإيران، وإضعاف قوتها العسكرية، وتدمير الترسانة النووية الإيرانية، والقضاء على منصات الصواريخ والمصانع، وتفكيك جيشها والحرس الثوري الإيراني في الداخل والخارج، ودعوة الشعب الإيراني للانتفاضة ضد نظام الرئيس الإيراني والحرس الثوري، بحجة أن إسرائيل تريد الحرية والعدالة والمساواة والكرامة للشعب الإيراني، وبأنه لا توجد عداوات معهم. وقد فشلت هذه المحاولات، حيث شاهدنا تماسكًا قويًا من المجتمع المدني الإيراني خلف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، والرئيس والجيش الإيراني، والأجهزة الأمنية والسياسية في إيران، والوقوف في وجه المعتدي، والخروج بالمظاهرات، عشرات الآلاف يتظاهرون ضد إسرائيل والعدوان عليهم، مما جعلها تفشل المخططات الإسرائيلية والأمريكية.

إسرائيل ترتكب بحق الشعب الإيراني جرائم حرب وضد الإنسانية، فهي المعتدي على سيادة إيران، وهذا ما يعتبر خرقًا للقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية، والقرارات الدولية، واحترام سيادة القانون الدولي للدول. وأن انعقاد مجلس الأمن الدولي استنادًا للفصل السابع، جاء لبحث الوضع وإدانة إسرائيل على الاعتداءات على سيادة دولة مستقلة، عضوًا في الأمم المتحدة. لكن التاريخ لا يرحم بالمعاملة بالمعايير الدولية المزدوجة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، في تطبيق العدالة والقرارات الصادرة عنه، وخاصة المتعلقة بإسرائيل في فلسطين، استنادًا إلى مصالحهم والتحالفات بينهم، مما يؤدي إلى إفشال التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي، باستخدام حق النقض (الفيتو) من أمريكا، لحماية إسرائيل.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية، للأسف الشديد، أنها تستخدم بطريقة مباشرة لمصلحة أمريكا وإسرائيل، في إعطاء معلومات مضللة وغير صحيحة، منحازة، لتبرير ضرب إيران، بحجة امتلاكها أسلحة الدمار الشامل والقنابل النووية والصواريخ الباليستية، وإعطاء كامل المعلومات القيمة لأمريكا وإسرائيل، والتحريض ضد إيران في جنيف ومجلس الأمن الدولي. لا شك أن إسرائيل تتفوق على إيران بالقصف بالطيران الحربي، واستباحة المجال الجوي في المدن والقرى الإيرانية، وقصف المفاعلات النووية الإيرانية، والأهداف الحيوية العسكرية الاستراتيجية في إيران. وأن ما مكن إسرائيل بذلك هو تفوق الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والجواسيس، في توفير كافة المعلومات وتفاصيل التحركات العسكرية والأمنية والسياسية للقادة الإيرانيين، باستخدام التكنولوجيا الحديثة لضرب العمق الاستراتيجي لإيران.

ان بداية انهيار المشروع الإيراني في الشرق الأوسط قد يحصل بعد توفر بيئة مناسبة لتغيير النظام الإيراني، بعد أن تم القضاء على الأذرع العسكرية والأمنية والسياسية في الإقليم، وإضعاف دورها وقوتها في الدفاع عن النظام الإيراني. لكن التاريخ يذكر أن إيران صاحبة النفس الطويل في الحروب، وخاصة الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات، وهذا الوقت الطويل من الاستنزاف للحرب لا تستطيع إسرائيل تحمل تكاليف الحرب على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي والأمني وعلى المجتمع الإسرائيلي، وهذا قد لا يكون في صالحها، مما قد يدفع أمريكا وأوروبا للتدخل العسكري والسياسي، ودعم المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي سياسي حول المفاعل النووي الإيراني، وذلك بإيقاف الحرب، للمحافظة على مصالحهم، في عدم تعرض دول الخليج العربي، والنفط والغاز، للضرر بعد إعلان إيران بأن أي اعتداء أمريكي عليها، سوف يؤدي إلى الاعتداء على كافة المصالح الأمريكية في المنطقة.

المعادلة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين إيران من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهة أخرى، معقدة للغاية، قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، في حال دخول الصين وروسيا وكوريا والباكستان، إلى جانب إيران، مما يعقد المشهد السياسي والعسكري، بعد التصريحات النارية من تلك الدول، للتدخل العسكري لمصلحة إيران. الوضع خطير جدًا، وهذا ما دفع ترامب إلى إعطاء فرصة للحوار والمفاوضات الدبلوماسية بين إسرائيل وإيران، لمدة أسبوعين، للتوصل إلى حل سلمي مقبول لكافة الدول في وقف الحرب على إيران.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :