وقف الحرب على إيران وغزة ..
د.خالد يوسف الزعبي
27-06-2025 07:50 PM
مما لاشك فيه أن إسرائيل وامريكا ،استطاعت مفاجأة إيران في الحرب وضرب المفاعلات النووية الإيرانية ،وقيادة الحرس الثوري الإيراني وقتل العديد من القادة العسكريين والعلماء في الطاقة النووية الإيرانية، لكن السؤال الهام ،هل حققت نجاحاً كبيراً من حربها، والأهداف الاستراتيجية، التي سعت الى تحقيق انتصارا من الحرب على إيران.
لقد وضعت إسرائيل وامريكا أربعة أهداف من الحرب على إيران، وأهم هذه الأهداف الاستراتيجية هي الآتي.
اولا. القضاء على المفاعلات النووية الإيرانية، والتخصيب اليورانيوم. والقضاء على المشروع الإيراني في الطاقة النووية، وامتلاك القنبلة النووية.
ثانيا. تغيير نظام الحكم في إيران، واحداث الفوضى في البلاد.
ثالثا . القضاء على منصات الصواريخ البالستية والمتنوعة. رابعا. تهجير الشعب الإيراني من طهران، ودعوة الشعب الإيراني للانقلاب على الشرعية، وتغير نظام الملا الإيراني...
ونحن نشاهد محطات التلفزة المختلفة ، وما حدث في إيران وإسرائيل وامريكا، نجد أنهما فشلا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية من الحرب على إيران. حيث تبين أن النظام الإيراني لايزال قائما بذاته، بل وخرج اقوى مما سبق، وان الشعب الإيراني التف حوله وافشل كل محاولات الفوضى والانقلاب ،وتهجير سكان إيران، الدعوى بأن الحرب ليست ضد الشعب الإيراني، وان نتنياهو يطالب بالحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ،لهم كذب ، وخداع و وهم ،وتبث ان المفاعلات النووية الإيرانية، ومشروع القنبلة الذرية ،لايزال موجوداً، وان التخصيب اليورانيوم، والكميات محفوظه، في أماكن أمانة تم نقلها إليها....
هذا يؤكد أن إسرائيل وامريكا لم تحقق أي من هذه الأهداف الاستراتيجية التي سعت إسرائيل اليها ، وفشلت جميعاً. لكن الأسباب الحقيقية وراء المطالبة، بوقف الحرب ، باعتقادي ، كانتا ،ان إسرائيل انهزمت في المعركة ،وان إيران انتصرت ، وخلال فترة الحرب على إسرائيل ،12 يوماً ، حدث مالم يكن هناك في حسابات إسرائيل، وأهم هذه الأسباب الحقيقية ،لوقف الحرب على إسرائيل
أولا: انهيار المجتمع المدني والعسكري في إسرائيل ،ولم يتحمل الجلوس في الملاجىء ،دون خدمات صحية ،او طعام او غذاء أو كهرباء ومياه.
ثانيا: الدمار الهائل والشامل ،مقار الأجهزة الأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية،والبنايات والمستشفيات في إسرائيل.
ثالثا: الهجرة العكسية ،من السكان المدنيين، من إسرائيل والعودة إلى أوروبا والولايات المتحدة، وهروب الأغلبية الساحقة الي قبرص عبر القوارب عن طريق البحر،حيث أصبحت اسرائيل شبة خاوية.
رابعاً: الخسائر المادية والمعنوية، والأضرار الكبيرة ، التي لحقت بالمباني ،وتدمير المطار ، وتعطيل حركة الملاحة الجوية والبحرية ، وقتل وإصابة العشرات ، مما ألحق أضراراً بالغة الخطورة في الكيان الإسرائيلي ،وشلل شبة تاماً الحياة في إسرائيل.
خامسا: خروج المظاهرات العارمة في إسرائيل ،تطالب الاعتذار من إيران ،وغزة، وهذا التبدل في المجتمع المدني الإسرائيلي ،اصبح يشكل خطراً على الحكومه ،ووزراء، وتصدع ، كيانها ، بأن الجيش الإسرائيلي فشل في الحرب على إيران وغزة...
إسرائيل تسعى إلى الخروج من مأزق الحرب التي لم تحقيق الأهداف الاستراتيجية ،لذلك نجد أن نتنياهو يستنجد بالرئيس الأمريكي ترامب ،لوقف الحرب على إيران ، وهذا ما دفع ترامب إلي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ،... ترامب يدرك أن نتنياهو انهزم في إيران وغزة ،لذلك هو يبحث له عن مخرج سياسي مشرف، بصورة البطل ، بأنة مقاتل ومدافع عن إسرائيل ، على مدى 40 عاماً ، من حياته السياسية ، مما دفع ترامب إلي التدخل العسكري في ايران ، لإنقاذ نتنياهو وإسرائيل ،ووقف الحرب ،بعد أن شاهد الدمار الهائل في المباني والمنشآت الحيوية،و العسكرية والسياسية ، والمراكز والمعاهد العلميه المتخصصه في مجال التكنولوجيا ، والدمار في المنشآت الاقتصادية في حيفا وتل أبيب والقدس وغيرها من المناطق العسكرية والأمنية ،وان الوضع أصبح كارثي على إسرائيل، بسبب الصواريخ الإيرانية ،و أحدث هذا الدمار الكبير الذي تجاوز كل التوقعات ،خلال الفترة القصيرة ،من الحرب على إيران حيث ادرك ترامب من خلال التقارير السرية، بأن استمرار إطلاق الصواريخ من إيران على إسرائيل، سوف يدمرون كامل إسرائيل ويجعل منها غزة الثانية.
إن ترامب يريد إنقاذ حياة نتنياهو السياسية ،لذلك يطالب المحكمة العليا المركزية الإسرائيلية بالعفو عنه، والغاء المحاكمة، واسقاط القضايا الجنائية، الفساد، والرشوة والاختلاس، باعتبارها قضايا قديمة، حتى يضمن عدم ملاحقته ، وسجنه.
ترامب ، يدرك أن وقف إطلاق النار في غزة ، ووقف الحرب ، أصبح ضرورة إنسانية عاجلة لإنقاذ سمعة ، ترامب بعد تلطخت ،بالعار،والكذب، على الناخبين في امريكا ، بأنة رجل سلام وليس حرب في الشرق الأوسط ،وان وعدة بأنها الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة ، كلها ،فشلت ، وان الابادة الجماعية والتجويع والتهجير والتطهير العرقي ، واستخدام الجوع والعطش سلاحاً للضغط على حماس ،للافراج عن الأسرى الإسرائيليين، قد فشلت... ترامب ،سوف يسعى خلال أيام قليلة ،الى وقف الحرب على غزة ، والضغط على نتنياهو وحكومته وجيشه ، حتى يسجل ، أنة رجل سلام لا حرب، والقوي ، الذي يفرض موقفاً سياسياً ، في المواقف المصيرية في العال لإنقاذ سمعة الشخصية، وسمعة امريكا ،وللمحافظة على مصالحها الاقتصادية ، والانتقال إلى مرحلة جديدة من التطبيع ما بين إسرائيل ودول الخليج العربي والعرب ،بعد أن ثبت عدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية