الكيان سرطان ويسعى للتطبيع بإتقان
صالح الراشد
28-06-2025 02:27 PM
تنمو الدول السليمة من الداخل للخارج وتتزايد مقومات بنائها مع مرور الأيام، ولم يشهد العالم بناء كيان بطريقة سرطانية عكسية إلا الكيان الصهيوني كون مقومات حياته تأتي من الخارج وليس من الداخل بفضل الدعم الغربي غير المحدود، بل أن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة تُقدم رفاهيات وكماليات الكيان على احتياجات شعوبها، كما أنها تخوض حروب الكيان بالمشاركة الفعلية حتى لو كانت هذه الحروب ضد شعب أعزل، كما حصل في غزة حين تداعى الغرب لقتل اكثر من ستين ألف مواطن فلسطيني أكثرهم من الأطفال انتصاراً لأكاذيب وأحلام الكيان.
والغريب ان الصهاينة يلعبون دوماً دور الضحية وحين يتم كشف أكاذيبهم يلجؤون لسرد كذباتهم التاريخيه المزورة لتبرير جرائمهم، ليصبحوا القتلة الأكثر دموية وإجراماً في العصر الحديث، وبالذات مع الفلسطينين العُزل لدرجة أنهم نزعوا عنهم صفة الإنسانية وتعاملوا مع قتلهم على أنه حدث طبيعي، ويدرك السياسيون في الغرب أن الكيان ليس ضحية لكنهم ولإدامة وجوده بما يخدم مصالحهم يدّعون تصديقه، وينفذون العمليات العسكرية ضد الآخرين وآخرها قيام القوات الأمريكية بقصف المنشآت النووية الإيرانية خدمة للكيان، وبرزت حقيقة ما في قلوب سياسيي الغرب حين قالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن دوروثي شيا: "ان حكومة اسرائيل نشرت أيضاً الفوضى والارهاب والمعاناة في المنطقة" ثم عدلت كلامها واتهمت ايران، لينطق لسانها بما في قلبها مؤكدة حقيقة الكيان.
إن السياسيين في العالم أجمع يدركون الحقيقة التي يخشى الصهاينة أن تكتشفها الشعوب المخدوعة، بأنه لا حق لهم في فلسطين وأن عليهم العودة إلى جذورهم في الدول التي حضروا منها لسرقة أرض وتاريخ الآخرين، لنجد أن أكثر من خمسين عضواً في الكونغرس الأمريكي يطالبون بعودة حوالي سبعمائة ألف مواطن أمريكي من الكيان يحملون الجنسيتين، وعلى مدى سنوات يدافع الرؤساء الأمريكين عن مصالحهم وعن مواطنيهم في الكيان ويُشعلون الحروب ويقتلون بالوكالة عن الكيان، لنجد أن أقوى دولة في العالم تتحول إلى ذارع تنفيذي عند الكيان على طريقة حزب الله والحوثيين أذرع إيران.
فالغرب وإن أخطأ بحق الكيان بالكلام إلا أنه يمده بالمال والسلاح ويقف معه في جميع الملمات ويساعده لتنفيذ ما يريد في الوقت الذي يشاء، لذا يتنمر الكيان على الجميع حتى على صانعيه ليشعرهم بعظمته وإن ذوبانه بين الشعوب بالإنسانية وحُسن الحوار أو ذوبانه بالاختفاء يهدد مصالحهم الاستراتيجية، ليتسابقوا في الذود عنه ودعمه بدون أي تردد مستغلا دعمه من قبل اللوبيات المتعددة في دول الغرب والتي كان لها دور كبير في قيامه وصموده، واستطاع الكيان بفضل هذه القوى من التغلغل في العالم العربي وتطبيع العلاقات مع عديد الدول، ليرسخ علاقاته الخارجية التي تزيد من ثباته كونه يدرك ان البقاء مربوط بحبل الناس بعد انقطاع حبل الله.
آخر الكلام:
أظهر رئيس وزراء إسبانيا موقف إنساني وقال: "لا معنى لفرض 17 حزمة من العقوبات على روسيا بينما لا نفعل ذلك مع إسرائيل"، واضاف: "أوروبا تطبق معايير مزدوجة وهي غير قادرة حتى على تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل"، وأكمل: "على أوروبا أن تتحرك لمواجهة انتهاكات إسرائيل المستمرة لحقوق الإنسان".