المتابع لأداء وسائل الاعلام الاردنية الرسمية يستنتج ان هذا الأعلام لم يتطور منذ اكثر من ثلاثة عقود على الرغم من معرفتنا بان المواطن الاردني وحتى العربي كان يفتخر بهذا الاعلام وخاصة التلفزيون الذي كان ينتج المسلسلات الفنية والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من البرامج المسلية وكانت مؤسسة الاذاعة والتلفزيون تحقق ارباحا من بيعها لهذه المسلسلات والبرامج المختلفه للأسواق العربية وبشكل خاص اسواق الاشقاء في دول الخليج العربي ويحسب هذا الانجاز لعطوفة المرحوم محمد كمال وكادر التلفزيون والاذاعة.

نحن لا نلوم الزملاء العاملين في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الذي يعملون بجهد مميز على الرغم من دخولهم او ما يسمى الراتب الشهري البسيط ,وهذا يعتبر بالنسبة لهم تحدى في ظروف مالية صعبة , لانهم ينتمون لوطنهم وبلدهم، ولكننا افتقدنا منذ عقود مضت المسلسلات والبرامج التلفزيونية والاذاعية المنوعة, يوم كان المواطن الاردني والعربي يعشق ان يشاهد شاشة التلفزيون الاردني وبرامج الاذاعة المنوعة.

وعلى الرغم من سماعنا ومعرفتنا باعلان الحكومات المتعاقبة على هيكلية الاعلام الرسمي ووضع الخطط وتطوير السياسات الا ان اداء الاعلام الرسمي لا يصل الى ان يقنع المواطن الاردني وغير الاردني لمتابعة ما يذاع في الاذاعة وما يبث على شاشتنا الحبيبة, وهذا مما ادى الى ان المواطن يذهب الى سماع اذاعات اخرى او الى شاشات تلفزيونية اخرى ليسمع ويرى ماذا يجري في العالم .

ولا يمكن اصلاح اداء الاذاعة والتلفزيون الاردني الا اذا خصصت لها المتيازات التالية :

- عدم تدخل الجهات الحكومية مهما كانت ومن هي في سياسة هذه المؤسسة وترك المسؤولين فيها للعمل بحرية تامة واعداد البرامج والمسلسلات وفق معرفتهم وحرفيتهم.
- وضع موازنات تكفي لأعداد البرامج والمسلسلات حتى تعيد لهذه المؤسسة زمنها الجميل ليعود المواطن الاردني والعربي لمتابعة مسلسلاتنا الاردنية وبرامجنا التلفزيونية والاذاعية , اما اذا بقيت هذه الموازنات على هذه الحال لا تكفي الا رواتب العاملين فيها.
- استقطاب قيادات مهنية وصاحبة خبرات واطلاق يديها في سياسة المؤسسة للأعداد الافضل من المسلسلات والــبرامج المختلفة .

والمطلوب ضرورة ان يكون الاعلام اعلام وطن وليس اعلام حكومة, فإعلام الوطن هو الذي يكون متاحا لكل فئات المجتمع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وشؤون المرأة والطفل , وان يسعى اعلام الوطن الى تغطية حاجات المواطن وشكواه وينقل انجازات الوطن واحتياجات فئات المجتمع الى اصحاب القرار.. نريد إعلاما وطنينا مبدعا ومبادرا لا متلقيا للمعلومات ولا ينتظر تعليمات المسؤولين.