العلاقات الأردنية - السورية
أ.د. أمين مشاقبة
02-07-2025 12:32 AM
سوريا الطبيعية تتشكل من الأردن، وسوريا، ولبنان وفلسطين ويُطلق عليها اسم بلاد الشام جاء سایکس - بیكو وقسَّمها إلى أربعة أجزاء أقيمت دولاً فيما بعد وتحديداً بعد انتهاء الانتداب، ويرتبط الأردن جغرافياً مع سوريا بحدود تزيد عن ٣٧٤كم، وعلى البُعد الديمغرافي تداخلت العائلات والمكونات الاجتماعية بين البلدين وشكلت اللُحمة الاجتماعية عنواناً بارزاً في العلاقة، لدرجة أنه في سنوات قضت كان المرور من خلال الهوية الشخصية وشكلت الأنظمة الثورية والبعثية تهديداً وجودياً للأردن الذي يختلف معهم بالايديولوجيا وتجاوز الكثير من التحديات والتهديدات.
واليوم في ضوء التغيرات والتحولات على صعيد النظام الجديد الذي يتسم بالانفتاح والتعاون رغم الجِراح والمآسي التي آلت بالبلاد طيلة ١٤ عاماً مارس فيها النظام البائد شتى صنوف القتل والتعذيب لأبناء شعبه، واليوم تتسم القيادة الجديدة بالواقعية السياسية والعقلانية من أجل إعادة البناء ووضع سوريا العروبة على الطريق الصحيح، فالدولة السورية بحاجه لكل شيء من الطاقة، الكهرباء، البنية التحتية، والمساعدات الفنية والإدارية والعلمية والطرق والجسور إلى غير ذلك ونحن في الأردن لدينا القدرة في المساهمة من القطاعين العام والخاص في إعادة البناء والمساهمة في اخراج هذه الدولة الشقيقة والجارة من حالة الهدم والخراب الذي حلَّ في البلاد، صحيح ان بعض الوزراء قد زاروا سوريا كذلك غرفة الصناعة والتجارة لكن هذا لا يكفي واعتقد أن سوريا هي المُتنفس الاقتصادي والسياحي لنا، ولا يمكن للاقتصاد الأردني أن يتطور إلاّ بعلاقة مُتوارنة مُفيدة مع سوريا.
واليوم تقوم الإدارة الأميركية برفع القيود المالية والاقتصادية والمساعدات الخارجية واعفائها من أي عقوبات وهذا الموقف الأميركي يُشكِّل حافزاً للدولة بالتحرك العملي بعيداً عن التمني والانتظار، هناك دول عديدة تحركت للعمل مع الإدارة الجديدة عربية وغير عربية، فلماذا الانتظار والتفرج على ما يجري نحتاج إلى دفعة قوية إلى الأمام للمساهمة في الإفادة والاستفادة، وعليه، فإنني ادعو الحكومة الرشيدة بالتحرك نحو سوريا أكثر وبطريقة عملیة مدروسة للمساهمة في البناء هناك وتحفيز الاقتصاد الوطني مما ينعكس ايجابياً على المجتمع والدولة الأردنية.
إن وجود ما يزيد عن مليون وثلاثمائة ألف مواطن سوري كنازحين ولاجئين يتطلب قراءة جديدة لتحفيز العودة الطوعية ولا بد من تسهيل كافة السُبل للانتهاء من مخيمات اللجوء في المفرق والأزرق وغيرها. وأرى أنا وغيري من الغيارى على البلاد والعِباد أن حكومتنا الرشيدة واقفة على الرصيف تتفرج على كل ما يجري دون حِراك، إذا ترامب رفع كل العقوبات بكافة اشكالها، أليس بينكم رجل رشيد يطلق صفارة البدء للعمل.
"الرأي"