facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيها السادة .. إيذاء الجار ذنبٌ كبير عند الواحد القهار


د. ثابت المومني
04-07-2025 06:49 PM

بداية لا يسعني الا القول انني احمد الله على نعمه الجيرة والجيران ، فمنذ ان سكنت في منزلي قبل 20 عاما لم ارَ ولم اسمع من اي جار اساءة او جفاء او عدوان وهذه نعمة انعم الله علينا بها فحمدا وشكرا للواحد القهار.

ولكن وفي زحمة الحياة وتجاور المنازل والبيوت، تظلّ علاقة الجار بجاره ميزانًا دقيقًا تُوزن فيه الأخلاق قبل العبادات، وتُقاس به الديانة قبل الكلمات.

فقد يكون الجدار بين الجيران من حجر، لكن ما يربطهما في شرع الله أعظم من ذلك بكثير.

ليست كل معاناة الجوار من مشكلات الورثة أو خلافات الحدود ،بل إنّ أكثرها ألمًا هو ذلك النوع من الإيذاء اليومي، صوت مرتفع، ضجيج متعمد، سهر لا ينتهي، ضحكات تخترق الجدران في ساعات الراحة، أطفال يُوقظون، ومرضى يُحرمون من النوم، وأُسَرٌ تُنهك دون أن يُسفك دم أو تُرفع يد. إنه أذى "غير مرئي"، لكنه في ميزان الله أثقل من الجبال.

والمؤلم أكثر، أن يقوم جار بتنبيه جاره مرارًا فلا يزداد إلا إصرارًا… أن يُنصح فلا يسمع، أن يُذكَّر بالله فيتمادى، وكأنّ حرمة الجار أصبحت عبثا، أو عبئًا على راحتة جاره الشخصية.

لكنّ الدين واضحٌ لا يحتمل التأويل. فالقرآن جمع بين حقّ الوالدين وحق الجار في آية واحدة فقال تعالى ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا... واكمل قوله تعالى ... وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}.

اما نبينا محمد ﷺ لم يكتفِ بالتحذير، بل أقسم وقال ثلاثًا {"والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن!"قيل: "من يا رسول الله؟"قال: "من لا يأمَن جارُه بوائقَه."}.

هذا هو ميزان الإيمان ايها السادة، فلا يكفي أن نصوم ونصلي ونتسابق الى الصف الاول في المسجد ونحن نؤذي الجار ليلًا ونهارًا، صوتًا أو سلوكًا.

ان وعد الله قريب وفي يوم الحساب، لا تنفعك الابتسامة ولا الاعتذار المتأخر، لأن الأذى لا يُغتفر بمجرد الأسف، بل يُقتصّ له من حسناتك.

قال ﷺ :{"تؤخذ حسناته فتُعطى للجار، فإن فنيت، أُخذ من سيئات الجار، فطُرحت عليه."}

أيُّ خُسران أعظم من أن تُفلس يوم القيامة بسبب ضجيج أطلقته فقط لازعاج جارك بلا اكتراث فقط لارضاء جاهليتك او غرورك او عنفوان ذات النفس فيك؟

ايها السادة.. ليس المطلوب منا أن يحب الجار جاره، أو ان يشاركه طعامه… بل فقط أن يكفّ الأذى عنه.

عليك تبادر بأن تُغلق نافذتك دون أن تثير الدنيا،أن تحترم الليل في بيوت غير بيتك،أن تدرك أن راحة جارك عبادة، وإزعاجه معصية.

فالجار في الإسلام ليس حالة اجتماعية… بل امتحان يومي للإيمان الحقيقي.

فمن ينجح فيه، يُبشَّر بالجنة،ومن يفشل فيه فالخصم يوم القيامة ليس الجار بل الواحد الجبّار..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :