facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل حقاً للأحزاب غُرف إنعاش؟!


محمود الدباس - أبو الليث
08-07-2025 01:23 AM

يحكى أنه في إحدى البدان.. قدّم مجموعة من الشباب الطموحين.. ملفاً متكاملاً لرئيس الحكومة.. هدفه إنشاء مدينة إعلامية حرة.. مشروعٌ يحمل في طياته نقلة نوعية.. وفرص عمل.. ومردود اقتصادي.. وحضور إعلامي يُباهي به في ذلك الإقليم بأسره..

لكن الملف.. دُفن في درجٍ باردٍ من أدراج المكتب العتيقة.. وظل هناك.. لا يُرى.. ولا يُتَذَكّر..

وحين تجرأ بعض المقرّبين.. وسألوه عن سرِّ اغتيال الفكرة.. وقد رأوا دولاً أخرى.. أنشأت المشروع ذاته.. ونجحت فيه.. أجابهم متنهّداً.. كانوا يريدون إنشاء المدينة قرب العاصمة.. لكنّي أردتُها قرب مدينتي.. هناك حيث أملك وأقاربي أراضٍ شاسعة.. وحيث أننا سنتصدر قوائم التعيينات.. والمنافع..

هكذا بكل صراحة.. لم تكن المدينة الإعلامية مشروعاً وطنياً بنظره.. بل صفقةً خاصة.. تستحق الحياة فقط.. إن خدمت ذاته.. وإن أثمرت على أرضه.. لا على أرض الوطن..

هذه القصة -على الرغم من أنها في إحدى البلدان- ليست سوى عينة من مئات القصص.. التي تُظهر كيف يتحوّل بعض المسؤولين إلى تجار فرص.. وكيف يُصبح الوطن بالنسبة لهم حقيبة استثمار.. لا خريطة انتماء..

وعليه.. حين أنظر اليوم إلى الخارطة الحزبية في وطني.. أشمُّ ذات الرائحة.. بمستوياتٍ ونسبٍ مختلفة.. رائحة المصالح.. رائحة الانتهازية.. رائحة الذين خرجوا من باب المسؤولية.. ويحاولون العودة من نافذة الحزبية..

وهنا لا بد من وقفة.. فإن الأحزاب التي وُلِدت بطريقة غير طبيعية.. واعتلَت منصاتها وجوهٌ امتهنت اقتناص الفرص.. لا خدمة الفكرة.. فلا بدّ أن تلقى مصيرها المحتوم.. ستموت.. وإن وُضِعت في أفخم غرف الإنعاش الحزبي.. ولو أشرف على إنقاذها أمهر الأطباء السياسيين.. لأن ما لا يُبنى على صدق النية.. يسقط.. مهما زيّنت واجهته الشعارات..

فأين الفكر؟!.. أين الوعي الجمعي؟!.. أين الأيديولوجيا التي يدّعونها؟!..

لم أجد المتمرسين فكرياً في الصدارة.. ولم أجد بين الوجوه الحزبية.. كثيراً من أولئك الذين نزلوا للشارع في عزّ القضايا الوطنية.. ولم أر مَن وقفوا مع الوطن حين عزّ النصير.. بل رأيت وجوهاً مألوفة.. بعضهم كانوا في الحكم يوماً ما.. وبعضهم رجال أعمال.. يحسبون السياسة حسبة أرقام.. وبعضهم لا يتحرك.. إلا اذا كانت القضية تمس انتماءاته الخارجية..

أما الحزب الذي سأدعمه.. وسأسوق له.. دون أن أنتمي إليه.. فهو ذاك الذي يقوده أناسٌٌ.. نعرف نقاء سيرتهم.. وطهارة قلوبهم من هوى المناصب.. أولئك الذين ناضلوا لوطنهم.. لا لأنفسهم.. والذين لم يبيعوا انتماءهم السياسي.. لصالح ارتباطٍ خارجي.. أو تمويلٍ مشبوه..

سأدعم حزباً يؤمن أعضاؤه.. أن مصلحة الوطن.. تتقدم على مصلحة الحزب.. وأن الكرسي.. ليس غاية.. بل وسيلة للإصلاح.. حزبٌ إذا خيّره الواقع بين الوطن وانتمائه الضيّق.. اختار الوطن بلا تردد.. وبلا مساومة.. وبلا مواربة..

هذا هو الحزب الذي يستحق الدعم.. أما أولئك.. الذين ينظرون إلى الوطن من نوافذ مصالحهم.. فمكانهم ليس في موقع قيادة.. بل على هامش الوعي الشعبي..

لذلك.. لن أنتمي.. لكنني لن أصمت.. وسأدعم مَن أراه يستحق.. لأن الوطن لا يُترك في يد الطامعين..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :