facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما هو السر وراء نقل العاصمة .. وهل سيكون قريباً؟! ..


محمود الدباس - أبو الليث
12-07-2025 11:10 PM

ليس سراً.. أن الملك حين يزور منطقة نائية.. تستنفر الأجهزة.. وتشتغل الطموحات.. وتُكشط الأرصفة التي يمر بجوارها.. وتُعلّق اللافتات.. وتُزال النفايات.. التي استعصت على الإدارات لأشهر طويلة.. وفجأة.. تتحول القرية المهملة.. إلى واجهة عرض..

تمرّ الزيارة.. ويعود الموكب.. وتبقى القرية مدهوشة.. تمسك أنفاسها.. بانتظار أن تنزل بركات الزيارة.. تُعلن مشاريع.. تُطلق وعود.. وتبدأ الحكاية..

ثم تمر أسابيع.. ويبدأ كل شيء بالتباطؤ.. حتى العجلات التي كانت تدور.. تعود إلى وضع الانتظار.. وكأن التنمية.. لا تتحرك إلا خلف ظل الملك.. وكأن بقاء المشاريع.. مشروط ببقاء الموكب في مرمى البصر.. خوفاً منه.. لا خوفاً على ما أمر به..

الملك يزور.. فتدب الحياة.. ثم يرحل.. فتعود المنطقة إلى غيبوبتها الإدارية.. تنتظر الزيارة القادمة.. كما تنتظر الأرض المطر..

وهنا لا بد من استثناءٍ جوهري.. لا يمكن تجاوزه.. وهو أن المبادرات الملكية وحدها.. هي التي تُثمر وتمتد وتُتابَع بعد مغادرة الملك.. بفضل الجهد الاستثنائي الذي يبذله القائمون عليها.. وعلى رأسهم رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي.. الذي لا يدع تلك المبادرات تذوب.. كما تذوب سائر المشاريع والوعود الحكومية.. بل يلاحقها ويتفقدها.. حتى تخرج إلى النور.. وتُلامس الناس..

وهنا.. راودتني فكرة بسيطة.. عبقرية في سذاجتها.. وقد تكون في عقل وفكر الكثيرين.. وهي أن نوزّع العاصمة على المحافظات دورياً..

نعم.. نمنح كل محافظة لقب العاصمة لمدة ثلاث سنوات مثلاً.. ونربط بها الخطط التنموية الثلاثية.. وننقل الوزارات.. والدوائر الرئيسية.. والموازنات.. والاهتمام الرسمي.. إلى هناك.. ولنرَ ما سيحدث..

فإذا كانت الطفيلة عاصمة لثلاث سنوات.. سنجد فجأة طرقاً معبّدة.. ومطاراً قد يلوّح من بعيد.. وأبناءها في مواقع القرار.. وتُحرك جامعتها قبل أن تغفو.. والصالونات السياسية تزدهر هناك.. والقطاع الخاص يتنفس.. والناس تتحدث عن الاستثمار.. بدل التعيين..

ثم تنتقل العاصمة إلى الكرك.. فتُفتح شرايينها الاقتصادية.. ويتحول موظفو الحكومة.. إلى زوار في ضيافة الجغرافيا.. لا أن تبقى الجغرافيا.. ضيفة دائمة في دفتر الحضور الوزاري..

وبعدها إلى المفرق.. والرمثا.. والسلط.. وعجلون.. والزرقاء.. وهكذا.. وربما يوماً ما إلى غور الصافي..

ولن نخشى هنا من مخالفة دستورية.. فالدستور لم يقل إن عمّان عاصمة لا يمكن تغييرها.. ولا منعنا من تجربة أفكار غريبة.. حين تفشل الطرق التقليدية..

بل لعلنا نكسب ميزة وطنية.. أن تذوق عمّان مرارة التهميش.. وأن يعيش مَن تعوّد على المركز.. حياة مَن عاش عمره في الأطراف.. وقتها فقط.. قد يتعلم البعض.. أن التنمية لا تُمنَح كامتياز.. بل تُبنى كحق..

ومَن يدري.. لعل هذه الفكرة العجيبة.. تُعيد توزيع العدالة الوطنية.. وتكفّ يد المركزية المتجبرة.. التي تحتكر القرار.. والموازنة.. والانتباه.. والتنمية..

فربما.. فقط ربما.. نشعر أن الوطن ليس فقط مباني الدوار الرابع وما يتبع لها.. بل هو كل تلك البيوت.. التي تنتظر وعداً لم يُنجز.. ومشروعاً لم يأتِ.. وابتسامة مسؤولٍ لم تصل..

فيا مَن في يدهم القرار.. لا تجعلونا نعيش على هامش الزيارة.. ولا تحصروا رزق الناس.. في لحظة مرور الموكب.. ولا تتركونا نعلّق أحلامنا على خبر عاجل.. يُبث بعد كل اجتماع وزاري.. لسنا طامعين بأكثر من حقّنا.. ولا حالمين بعجائب.. نريد فقط أن تكون حياتنا عادلة.. حتى وإن لم تكن متشابهة.. نريد أن نشعر أن الوطن يسمعنا.. لا فقط حين تصله الشكوى عبر الملك..

فجلالة الملك.. لديه من المشاغل.. والهموم.. والملفات الداخلية.. والخارجية.. ما يكفي لأن تُحمل عنه المسؤولية.. لا أن تُضاعف عليه بثقافة الاتكال..

لا يعقل أن يبقى الملك وراء المشروع الوطني الوحيد الذي لا يتأخر.. وأن تبقى الدولة معلّقة بوجود الملك في ذلك المكان.. ولأن الملك لا يمكن ان يكون في كل مكان.. فلتكن الدولة حيث يجب أن تكون.. وحيث أرادها ان تكون..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :