facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللي حبلها يولدها .. كلامٌ بليغ قطعت به جهيزة قول كل خطيب!!!


د. ثابت المومني
12-07-2025 11:27 PM

هكذا قالها الدكتور نواف العجارمة الأمين العام الفني لوزارة التربية والتعليم بجملة موجزة واحدة لكنها حملت في طياتها تشخيصًا صادقًا لحالة نقابية عالقة فكانت كأنها جملة قطعت فيها جهيزة قول كل خطيب، قالها العجارمه في معرض حديثه عن واقع نقابة المعلمين وما آلت إليه فقال بكل وضوح ﴿اللي حبلها يولدها﴾ وهي عبارة مألوفة في الوجدان الأردني والعربي لا تقصد الإهانة بقدر ما تلقي الضوء على مسؤولية من اختار طريقًا معينًا فعليه أن يتحمل تبعاته.

وما ان انتهى اللقاء مع العجارمه ، اشتعلت الأقلام وتحرّك الإعلام وانقسم الناس بين مؤيد ورافض لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال بعيدًا عن الاصطفاف أن ما قاله العجارمة لم يكن خارجًا عن سياقه ولا خارجًا عن حدود الأدب والاحترام بل كان توصيفًا واقعيًا بلغة يفهمها الناس ويراها كثيرون أصدق من الخطاب الرسمي المتكلّف ولمن لا يعرف الرجل فهو ليس صاحب قرار سياسي ولا واضع سياسات ولا مشرّع مناهج بل يشغل موقع الأمين العام الفني في الوزارة أي أنه مسؤول عن تنفيذ السياسات لا صناعتها وهذه نقطة أساسية يُخطئ كثيرون في فهمها أو تجاهلها عمدًا.

الدكتور نواف العجارمة لم يكن في يوم من الأيام لاعبًا في ساحة المصالح ولا باحثًا عن دور إعلامي بل كان صاحب موقف هادئ ثابت ومهني يؤمن بأن العمل الجاد لا يحتاج إلى ضوضاء وحين قال ما قاله لم يكن يتشفى بالنقابة ولا يُهاجم المعلمين بل عبّر عن حالة يعرف تفاصيلها ويراها يوميًا في قلب المؤسسة التربوية.

أما عن واقع النقابة فلا يُمكن إنكار أن ما وصلت إليه من حالة التأزيم يتحمّل مسؤوليته طرفان لا طرف واحد ﴿فالحكومة من جهة أخطأت في طريقة تعاطيها مع النقابة﴾﴿ ومجلس النقابة آنذاك لم يُحسن إدارة الموقف ولا ضبط الإيقاع﴾ فارتفع سقف التصعيد ﴿وتوقفت لغة الحوار وسقط المعلم ضحية التجاذب﴾ وحين يُغلق باب الحوار تصبح كل النهايات متوقعة وقد كان ما كان من قرار الحل وقرار العودة وبينهما فراغ تربوي وشرخ في الثقة ما زال يؤثر حتى اليوم.

وبناء عليه فانه من الظلم أن يُحمّل الدكتور العجارمة تبعات خيارات سياسية أو قرارات عليا لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد، فمهمته التنفيذ لا التشريع وصلاحياته واضحة في هيكل الوزارة وهو يؤدي واجبه بمهنية ورصانة شهد له بها القريب والبعيد ولم تُسجل عليه شبهة فساد ولا انحياز ولا سعي لظهور بل كان عرّابًا حقيقيًا للحلول التربوية وأغلب المشاكل حين تصل إليه تبدأ في طريقها إلى الانفراج لا التعقيد.

ولا يصح أن تؤخذ عليه عبارة مألوفة في الموروث الشعبي الأردني تُستخدم في كثير من المواقف كتعبير مجازي عن منطق النتيجة والمسؤولية إن اللغة الشعبية ليست معيبة إن قيلت في محلها والمثل الشعبي لا يُقاس على نوايا التشويه بل على صدق تصويره للواقع وهذا ما فعله العجارمة حين قال ما قال.

أكتب هذه الكلمات وأنا في صفوف التقاعد لا أبتغي منفعة من أحد ولا أرجو مكافأة وإنما أكتب شهادة حق لم تربطني بالرجل مصلحة لكنها كلمة حق أمام الله فالرجل أدى الأمانة في موقعه ولم يتورط في معارك جانبية ولم يختبئ خلف المصطلحات الفضفاضة بل تحدث بما يراه دون مراوغة ولا مواربة.

ان المؤسسات الوطنية لا تُبنى بالتجميل ولا بالسكوت بل تُبنى بالصدق وحين يكون فينا من يقول الحقيقة بوضوح واحترام فعلينا أن نحفظ له قدره لا أن نُطلق عليه السهام ونُنصّب أنفسنا محاكم تفتيش في كل كلمة تصدر منه وإنني حين أكتب هذه السطور لا أدافع عن شخص بل عن قيمة نادرة في العمل العام تستحق أن تُصان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :