عمون - تُعدّ الأحلام مرآة صادقة للمشاعر الداخلية والرغبات المكبوتة، وغالبًا ما تعكس الحالة النفسية للشخص وتطلعاته غير المعلنة. ومن بين الرموز المتكررة في الأحلام، تأتي الهدايا في مقدمة الصور التي تحمل رسائل خفية، سواء كانت ملموسة أو رمزية.

ويستعرض الدكتور سيد نجم، الأخصائي النفسي، تفسير حلم تلقي الهدايا بوصفه امتدادًا لتجربة الشخص العاطفية والاجتماعية، وعلاقته بذاته وبالآخرين.

تفسير حلم الهدايا: رغبة في التقدير أم شعور بالنقص؟
غالبًا ما يعكس تفسير حلم الهدايا حاجتنا إلى الشعور بالتقدير أو الحب، خصوصًا إذا كان الحالم يمر بمرحلة من التهميش أو التجاهل. في مثل هذه الحالات، تأتي الهدية كرمز للاهتمام والدعم، حتى لو كان ذلك على مستوى اللاوعي.

وإذا كان الحالم شخصًا معتادًا على العطاء أكثر من الأخذ، فقد تعني الهدية في الحلم رغبة دفينة في تلقي المقابل، أو انتظار رد فعل لم يُقدّم له بعد.

طبيعة الهدية تحدد المعنى
يفسر الأخصائي النفسي أن تفسير حلم الهدايا يرتبط كثيرًا بنوع الهدية ومصدرها. إذا كانت الهدية من شخص محبوب، فقد يدل الحلم على شعور بالأمان العاطفي أو انتظار لاعتراف عاطفي. أما إذا جاءت من شخص غريب أو غير متوقع، فقد تشير إلى فرصة جديدة في الحياة أو رسالة خفية يحملها اللاوعي حول بداية مرحلة مختلفة.

الهدية القيمة أو الثمينة قد تعبر عن تحسن في تقدير الذات، بينما تشير الهدية البسيطة أو المرفوضة إلى شعور خفي بالإحباط أو التقليل من الشأن.

تفسير حلم الهدايا المرفوضة أو المفقودة
ليست كل الأحلام عن الهدايا إيجابية، فقد يرى البعض أنفسهم يرفضون هدية أو يفقدونها، وهو ما يفسره علم النفس بأنه مقاومة داخلية للتغيير أو رفض لقبول الدعم من الآخرين، إما بدافع الكبرياء أو الخوف من الاعتماد.

كما أن ضياع الهدية في الحلم قد يرمز إلى فقدان فرصة ثمينة، أو الندم على عدم تقدير علاقة أو موقف بالشكل الكافي.

تفسير حلم الهدايا والاحتياجات النفسية
تشير الأحلام المرتبطة بتلقي الهدايا إلى الاحتياجات النفسية التي قد لا يُفصح عنها في الواقع. ففي حالات الوحدة أو الضغوط، يظهر الحلم وكأنه محاولة تعويضية تمنح الشخص دعمًا معنويًا مفقودًا.

أما إذا تكررت رؤية الهدايا، فربما يحمل اللاوعي رسالة قوية: "أنت تستحق الحب والاهتمام"، حتى لو لم تتلقهما بشكل مباشر في الواقع.