سوريا الجديدة .. تنين العرب وهاجس إسرائيل المرعب!
د. ثابت المومني
17-07-2025 06:48 PM
ان ما تشهده سوريا اليوم ليس انقسامًا، ولا ولادة لدويلات كما يظن الواهمون، بل هو مسار واعٍ لبناء دولة سورية جديدة، بهندسة سياسية براغماتية دقيقة، ومباركة أمريكية مشروطة، ودعم عربي يتراوح بين الحماسي والخجول، حيث يتعامل مع سوريا كرقم صعب لا يمكن تجاوزه في خريطة الشرق الأوسط القادمة.
السويداء وشرق الفرات وما يدور فيهما، مجرد زوبعة في فنجال، ستنتهي عاجلًا، لأن الدولة السورية تستعيد زمام المبادرة وتبسط سيادتها بهدوء وثبات، ومع كل محافظة تُؤمن، ومع كل جبهة تهدأ، تقترب لحظة استعادة سوريا الكاملة، شعبًا وأرضًا كدولة ذات سياده لا جمهورية موز شرق اوسطيه..
ومع ذلك، لا يمكن الحديث عن نهوض سوريا دون الإشارة إلى الخيانة والغدر وجرائم القتل التي تمارسها بعض الأطراف المتورطة من الداخل، وخاصة من بعض دروز السويداء بقيادة من يُدعى "الشيخ الهجري"، الذي يقود بدم بارد عمليات إبادة في القرى السنية البدوية، بأسلوب لا يختلف عن الطريقة الإسرائيلية في العقاب الجماعي والتطهير العرقي.
انما يجري في السويداء هو محاولة يائسة لإثارة الفتنة الطائفية وتمزيق النسيج الوطني، لكنها ستفشل كما فشلت قبلها محاولات داعش والنظام وميليشيات إيران المتوحشة.
أما إسرائيل، فتكاد تختنق تحت هاجس عودة سوريا كقوة إقليمية.
القلق الإسرائيلي ليس هو الخوف فقط من استقرار سوريا، بل من هوية النظام الجديد، الذي يشبه في هالة وزخم الثورة الإسلامية الإيرانية في بداياتها ، ولكن بلون سُنّي عسكري ثوري، وبعقل سياسي براغماتي يقوده أحمد الشرع، الذي استطاع في غضون أقل من ستة أشهر أن يخترق المشهد الدولي، ويتجاوز كل خطوط التقاطع الإقليمية والدولية.
وإنني أقولها وبكل وضوح ، انه وفي خلال أقل من خمس سنوات من الآن، فان إسرائيل لن تجروء على ضرب هدف واحد داخل سوريا.
فالجيش السوري الجديد، سيدخل مرحلة تدريب وتطوير واحتراف يصبح مدرسه عسكريه تولد من رحم ظلم اسدي قد انتهى وطموحا ببناء دوله حديثه بطابعها اسلامي الذي يحاكي التقدم والحضاره.
وحتى ذات الجيش وإن اقتصر تسلحه على اسلحة الدفاع الجوي ومنظومات الردع الصاروخي، فانه سيغدو عصيًا على الانتهاك، خاصة مع بدء انطلاقة التصنيع العسكري المحلي البسيط والمتوسط، في قلب حلب، التي كانت ولا تزال شنغهاي الشرق الأوسط، ومحور الصناعات الثقيلة والمتوسطة .
وليس الأمن وحده ما يُبنى في سوريا، بل ان سوريا الجديدة ستُصبح وجهة سياحية أولى في الشرق الأوسط، متفوقة على تركيا ودبي وغيرها، فور استقرار كامل المحافظات، وعودة الأمن لبقاعها.
الأرض السورية زراعيًا هي أرض واعدة، ستُصبح سلة الغذاء للمنطقة العربية، بما تملكه من موارد، ومياه، وتنوع مناخي، وطاقات بشرية.
وهذا الطموح لا يأتي من فراغ، فسوريا التي كانت مزدهرة حتى في زمن الطغيان الأسدي، ازدهرت بإرادة شعب لا يُقهر، فكيف بها بعد تجربة الحرب والشتات والمآسي؟!.
شعب سوريا الذي أنجب مئات الآلاف من الأطباء، والمهندسين، والحرفيين، والمبدعين في بلاد المهجر أثبت للعالم أنه شعب خلاق، منتج، لا يموت ولا يُكسر.
لهذا أقولها عن يقين بان سوريا ستنهض، وستنتصر، وستصبح تنين العرب القادم، وصين الشرق الأوسط الحقيقي.
ومن لا يرى هذا المسار ، فهو لا يفهم التاريخ، ولا يحسن قراءة خرائط الغد ولنا في المشهد السوري مقالات اخرى!..