facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشهيد الملك عبدالله المؤسس وعشقه للصحافة


شفيق عبيدات
21-07-2025 01:12 PM

بمناسبة ذكرى استشهاد المغفور له جلالة الملك عبدالله الأول ابن الحسين في العشرين من شهر تموز عام 1951، لا بد من الإشادة بإنجازاته وصموده في وجه المستعمر البريطاني وبناء إمارة شرقي الأردن ومساعيه مع رجالات الأردن والعرب لحصول الأردن على الاستقلال عام 1946. ومن أهمها اهتمامه بالصحافة الأردنية ورعايته لها والدفاع عن الصحفيين وأصحاب الصحف الذين كانوا يتعرضون لممارسات الانتداب البريطاني.

بدأت علاقة الملك عبدالله الأول (الأمير عبدالله ابن الحسين) بالصحافة منذ وصوله إلى شرقي الأردن في خريف 1920 من القرن الماضي. وعند استقراره في مدينة معان، أمر من مقره هناك بإصدار صحيفة "الحق يعلو" محاولًا التعويض عن جريدة القبلة التي كانت تصدر في الحجاز. أشرف على إصدار "الحق يعلو" السيدان محمد الأنسي وعبداللطيف شاكر، من رجالات العرب الذين التحقوا بسموه في معان. وأراد سموه أن تكون "الحق يعلو" ناطقة باسم حركته (الثورة العربية الكبرى) وتكون الوسيلة لإيصال دعوته إلى العرب في البلاد السورية – سوريا وفلسطين والأردن ولبنان – للالتحاق به لتأسيس الدولة العربية.

ويقول خير الدين الزركلي، ممن التحقوا بسموه، إنه تلقى نسخة من الجريدة وصلت بالبريد من مدينة معان. ولم يكن الزركلي الوحيد الذي تلقى هذه الجريدة، بل كانت ترسل إلى كل أحرار العرب في بلاد الشام، وخاصة أنها كانت تحمل بيانات مهمة من الأمير عبدالله إلى أحرار العرب. وتؤكد المصادر التاريخية وأعداد كثيرة من صحف فترة (1920 – 1950) أن الملك عبدالله الأول (الأمير عبدالله) آنذاك كان دائمًا يضع اللبنة الأولى في بناء صرح الصحافة، حيث كان يكتب في غالبية الصحف والمجلات، ويمدها بالمواد الأدبية والعلمية والسياسية. ورغبة من الأمير عبدالله بتقدم الصحافة وتطورها، فقد كان يكتب المقالات الافتتاحية للعدد الأول لبعض الصحف والمجلات، مؤكدًا بذلك مواقفه في ازدياد عدد الصحف وعطفه على الصحفيين والحركة الوطنية، التي كانت تدرك جيدًا حراجة موقف الأمير في الوقوف علنًا إلى جانبها، وخاصة أن ظروف البلاد من جميع النواحي شجعت السلطات المستعمرة على انتزاع بعض الحقوق الدستورية.

وقد كتب سموه مجموعة من المقالات الافتتاحية في الجرائد الأردنية. وفي جريدة الجزيرة، كتب مقالة على الصفحة الأولى من العدد (1017) بتاريخ الأول من تشرين الثاني عام 1940، كما كتب مقالة أخرى في العدد الأول من جريدة النهضة بتاريخ 6 حزيران 1949، ومقالة افتتاحية في العدد الثاني من المجلة القضائية الصادرة في الأول من كانون الأول عام 1935، حيث أشاد بالمجلة والقائمين عليها وهنأهم على هذا الإنجاز. وكان الأمير عبدالله يمطر صفحاتها بالتشريعات المختلفة، هذا إضافة إلى دوره في تنشيط الحركة الأدبية في الأردن التي شهدت صفحات الجزيرة معظمها.

وتجلى دعم الأمير عبدالله للصحافة والصحفيين في دعم الجزيرة وصاحبها الصحفي والأديب المعروف تيسير ظبيان، عندما طلب منه أن ينقل صحيفته من دمشق إلى عمان. وكانت الجزيرة منبرًا سياسيًا وأدبيًا مهمًا، استغله الأمير عبدالله في مساجلاته الشعرية والأدبية وفي توجيه الشباب من خلال مقالة افتتاحية يكتبها في مناسبة من المناسبات. وكان سموه يعطف على الصحفيين من ظلم المستعمر ومن إجراءات الاعتقال التي كان يتعرض لها الصحفيون، مثل تيسير ظبيان صاحب الجزيرة وصبحي القطب صاحب صحيفة النسر.

ولعبت الجزيرة دورًا كبيرًا في الحركة الأدبية في شرقي الأردن، كان فارس هذه الحركة الأمير عبدالله والأديب عبدالحليم عباس وكوكبة من أدباء وشعراء الأردن، حيث كان عبدالحليم عباس يكتب مقالة أدبية في الجزيرة تحت اسم مستعار (نقاب)، ويرد عليه الأمير عبدالله تحت اسم مستعار (س.ذ). وقد ألهبت هذه المقالات مشاعر الناس وبشكل خاص الأدباء والشعراء. وقد برز دعم الأمير عبدالله (الملك عبدالله) فيما بعد للصحافة والصحفيين عبر مقالاته السياسية والأدبية والاجتماعية المتكررة في الصحف، فكانت مقالته بمناسبة مرور سنة على صدور الجزيرة في عمان وعلى الصفحة الأولى، يؤكد هذا الاهتمام والدعم. وكانت هذه المقالة بمثابة كلمة توجيهية باسمه الحقيقي، تحدث فيها عن السلف الصالح وعن دورهم في الجهاد في هذه المنطقة (بلاد الشام) ودعا الشباب إلى الاقتداء بالسلف الصالح وطرح الخبيث من العادات والتقاليد.

ومما قاله سموه في تلك الكلمة: "إن كلمتي هذه في الجزيرة هي ذكرى لماضٍ لامع ساطع، أرجو أن ينجم لمعانه من هذه النقطة المباركة ومن هذا البلد المبارك الميمون مرة أخرى، ففيه كانت موقعة مؤتة، وبه كانت واقعة زيزيا، وبه كانت واقعة اليرموك والرملة، فالله أسأل أن لا تضل هذه الأمة الطريق وأن تنبذ سيئات الأخلاق وقبيح التقاليد".

ولم يكن دعم سمو الأمير للصحافة قد اقتصر على المقالات الأدبية التي كان ينشرها في صحيفة الجزيرة التي خلقت جوًا أدبيًا لم تستطع صحافتنا منذ ذلك الوقت خلق جو مماثل له، بل كان يخص الجزيرة بمقالات ومقابلات وتصريحات صحفية سياسية يتحدث فيها عن الأوضاع العربية والدولية مثل الحرب العالمية الثانية ومشروع سوريا الكبرى، وترحيبه في مقابلة مع الجزيرة برجالات سوريا للقدوم إلى الأردن على إثر الانقلاب الذي قام به حسني الزعيم عام 1949. وكتب الأمير عبدالله عدة مقالات في صحيفة الشرق العربي لكنها كانت تنشر باسم محمد الشريقي (المسؤول عن الصحيفة آنذاك)، وقد عبرت هذه المقالات تعبيرًا صادقًا عن فكر الأمير القومي النابع من عقيدته الإسلامية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :