منذ أن تولى سعادة السفير حمد راشد المري منصبه في الأردن بتاريخ ٤/١٢/٢٠٢٤ ، أضحى من أبرز الداعمين للتعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة الأردنية الهاشمية و دولة الكويت ، حيث واصل جهوده المستمرة في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة. العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتي أرسى قواعدها طيب الله ثراهما جلالة الملك الحسين و صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، ظلت في تطور مستمر بفضل دبلوماسية الكويت الساعية إلى التعاون المستدام، و اخذ هذه العلاقة الى معارج التقدم و الازدهار، وهو ما يعكسه بوضوح دور السفير المري.

ارتكزت هذه العلاقات على أسس من الأخوة العربية والمصالح المشتركة، حيث شهدت تحولًا نوعيًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد سعى السفير المري إلى تعزيز هذه العلاقة عبر التنسيق المستمر مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وكافة مؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص.

من جهة أخرى شهد الجانب الاقتصادي تطورًا ملحوظًا، حيث تواصل تدفق الاستثمارات الكويتية إلى الأردن في مختلف القطاعات الحيوية مثل العقارات، والإنشاءات، والطاقة، والاتصالات. وتجاوز حجم استثمارات الكويت في الأردن أكثر من 20 مليار دولار، في ظل تسهيل السفير المري العديد من الفرص الاستثمارية بين رجال الأعمال في البلدين، الأمر الذي يعكس العلاقة الاقتصادية المتينة بين الدولتين.

بنفس الوقت، لعب "الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية" دورًا محوريًا في تمويل العديد من المشاريع التنموية الكبرى في الأردن، وهو ما يعكس الدعم المستمر من الكويت للأردن. وقد تم تخصيص هذه التمويلات لدعم مشاريع البنية التحتية، مثل الطاقة، والصحة والتعليم، ليكون بذلك الصندوق شريكًا حيويًا في تعزيز الاستقرار التنموي في المملكة.

لم تقتصر جهود السفير المري على المجالات السياسية والاقتصادية فقط، بل امتدت إلى تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين. وتحتضن الجامعات الأردنية آلاف الطلبة الكويتيين الذين يشكلون رابطًا مهمًا بين الشعبين، ويستفيدون من التعليم العالي في بيئة أكاديمية متميزة.

من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والفكرية والأنشطة المشتركة، عمل السفير المري على تعزيز التبادل الثقافي بين الأردن والكويت، مما ساهم في تعزيز الصورة الثقافية للكويت في الأوساط الأردنية. هذه الأنشطة الثقافية تساهم في توطيد العلاقات الشعبية بين الشعبين الشقيقين، وتعكس البُعد الإنساني الذي يسعى السفير المري إلى ترسيخه.

بالمقابل أبدع السفير المري في تعزيز العلاقات المجتمعية من خلال اهتمامه بالمبادرات الخيرية والاجتماعية التي تدعم أبناء الجالية الكويتية في الأردن، وتلبي احتياجاتهم المختلفة. وكان دائمًا حريصً على مشاركة الشعب الأردني في الفعاليات الوطنية والأحداث الكبرى، مما جعل له حضورًا محببًا لدى الشعب الأردني، إذ أثبت سعادته أن الدبلوماسية الكويتية ليست فقط على صعيد الجوانب السياسية والاقتصادية، بل تمتد لتشمل بناء جسور إنسانية واجتماعية بين الشعبين.

كما أظهرت الاتفاقيات الأخيرة بين وزاراتي الخارجية في البلدين الشقيقين، خاصة الاتفاقية بين المعهد الدبلوماسي الأردني ونظيره الكويتي معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي، التزامًا من الجانبين بتطوير التعاون الأكاديمي والتدريب الدبلوماسي، وهو ما يساهم في إعداد جيل من الدبلوماسيين المتمرسين في التحديات الدولية والإقليمية. وهذا ما اشرت اليه في مقالي بعنوان: " آفاق جديدة من التعاون الدبلوماسي بين الأردن والكويت" المنشور في عمون الغراء بتاريخ ١٠/٧/٢٠٢٥ . حيث اكدت معالي السفيرة هيفاء الخريشا رئيسة المعهد الدبلوماسي الأردني - اثناء تشرفي في زيارة معاليها يوم الاحد الماضي في المعهد الدبلوماسي - على أهمية توقيع هذه الاتفاقية والتي ستكون خطوة غير مسبوقة في تعزيز التعاون في المجال الدبلوماسي والأكاديمي و تبادل الخبرات بين وزارتي الخارجية ، وتهيئة الكفاءات الدبلوماسية في مجالات التقدم العلمي والتكنولوجي وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني والسياسات الخارجية للدول.

ويبقى دور سعادة السفير حمد راشد المري يمثل حجر الزاوية في تعزيز العلاقات الأردنية – الكويتية. وخاصة لما يتمتع به سعادته من شخصية كويتية عروبية اصيلة كرزماتية صاحبة محيا طيب وابتسامة رائعة وثقافة رفيعة ودبلوماسية راقية وادب جم وخلق كريم، أن يربط الماضي بالحاضر والمستقبل من خلال توجيهات قياداتي البلدين صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، نحو شراكة استراتيجية مبنية على الأخوة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وبالتالي بفضل جهود سعادته ومن سبقه من أصحاب المعالي والسعادة السفراء الكويتيين الذين مثلوا دولة الكويت في المملكة خير تمثيل ، يمكن القول إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مرحلة جديدة من التفاهم والانسجام على مختلف الأصعدة، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لتعاون مستدام ومثمر بين الكويت والأردن وفي كافة المجالات.

وفي ختام حديثي، لا بد لي ان ابعث بخالص الشكر والتقدير لسعادة السفير الأخ حمد راشد المري على حسن الاستقبال وكرم الضيافة اثناء تشرفي يوم أمس بزيارة سعادته في مكتبه العامر في عرين دار سفارة دولة الكويت. متمنياً لسعادته طيب الإقامة في بلده الثاني، والمزيد من التوفيق والنجاح في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ، والله ولي التوفيق .

* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me