facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لعنة التطرف


محمد يونس العبادي
24-07-2025 01:32 PM

ساعات مرت على مداولات فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية وينص القرار على أن لدولة إسرائيل الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني على مناطق أرض إسرائيل الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وهذا يعتبر بمثابة تطهير عرقي في الضفة الغربية، ولقد سبق هذا القرار أعمال عدائية وتطرف استيطاني وبخاصة اليمين المتطرف منهم، وهذه الفئة التي تتبنى تفسيرات متطرفة في التراث الديني اليهودي، وتتشدد في أداء طقوسها، وهم منعزلون في العادة، حتى داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وتمارس عملها السياسي من خلال نواب في الكنيست، ينتمون إلى أحزاب الحريديم، وأبرزها: شاس، يهدوت، هتوراه، وغيرها.

ونحن نتأمل مشاهد اقتحامات هؤلاء المتطرفين، المدججين بالكراهية والتطرف الهالك، وبحماية شرطة الاحتلال، وخط مسيرهم داخل باحات المسجد الأقصى، ندرك أننا اليوم أمام ظاهرة تطرف، هي من تسير الشأن السياسي لإسرائيل، وباتت تعبّر عن عنصريتها، وعنصرية سياسييها.

فنحن اليوم أمام اسرائيلية دينية متطرفة، مشحونة بالكراهية لكل ما هو مختلف عنها، وهي اسرائيلية لها حراكها في إسرائيل، وتخيف سياسييها وحكوماتها، وهنا لسنا في مقام التبرير للاحتلال، ولكننا أمام سمات غير معهودة، وتحولات جلية في هذا الكيان المحتل، يمكن اختصارها بالقول: إنّ الاسرائيلية المتطرفة، بعقائدها، وأدواتها باتت المسيطرة، وهذا ما يمكن قراءته من الاقتحام الأخير للمسجد الأقصى.

وهذه الفئة المتطرفة، تريد تقسيمًا زمانيًا ومكانيًا للمسجد الأقصى، وذلك منذ عام 1967م، إذ أصدرت قاضية المحكمة المركزية الإسرائيلية عام 1976م، أن لليهود الحق داخل الحرم، وفي عام 1981م، اقتحم أفراد من حركة أمناء جبل الهيكل المسجد الأقصى برفقة حاخامات.

ومن بين التواريخ الأخرى الهامة، لمحاولات التطرف اليهودي، عام 1986م، حيث عقد عدد من الحاخامات اجتماعًا خاصًا قرروا فيه بصورة نهائية السماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى، ثم سمحت الشرطة الإسرائيلية رسميًا وللمرة الأولى عام 1989م بإقامة صلوات للمتدينين اليهود على أبوابه.

وللدلالة على التطرف الكبير الآخذ بالتصاعد، فإنّ السنوات الأخيرة شهدت تحولات خطيرة،منها اضعاف السلطة الفلسطينية وزيادة اقامة المستوطنات مما يدل على ان الحكومات اليمينية المتطرفة لا تريد دولة فلسطينية وتريد فرض أمر واقع تدريجي للضم ما تبقى من الضفة الغربية لأسرائيل.

إنّ أطماح هذه الفئة الحاكمة في إسرائيل اليوم، وسلوكياتها وعبثها غير مدركة بأن التطرف لا يجلب إلا المصائب على مروجيه وهو سحر ينقلب على الساحر وإن طال الزمن، فهذا التطرف والتعصب يقود العالم إلى صدام كبير.

فالقضية الفلسطينية، مهما تقادم عليها الزمان، ومهما انشغل العالم عنها، تبقى هي المركزية على مستوى العالم، والعبث في العقائد عبر هذه الانتهاكات، سيقود إلى صدام كبير، وهذا الكلام ليس نظريًا وحسب، بل على مدار التاريخ، كانت القدس محور تحولات هامة سواء على صعيد القضية الفلسطينية ومحطات الصراع مع المحتل أو عبر تاريخ منطقتنا العربية، ومنذ القدم، وما القرارات والاقتحامات إلّا وجه من التطرف المؤدي إلى الهلاك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :