الأردن شوكة لا تُنتزع في حلوق الحاقدين
موفق جباعتة
25-07-2025 08:14 PM
رغم كل التحديات والظروف المحيطة، يثبت الأردن يومًا بعد يوم أنه وطن لا يعرف الانكسار، ولا تهزه عواصف الحاقدين. فهناك من اعتاد أن يرى في استقرار هذا الوطن شوكة في حلقه، ومن لا يروق له أن تظل بوابة السلام والكرامة مفتوحة في وجه الظلم والانكسار.
للأردن خصوم كُثُر، لا لشيء سوى لأنه ظل ثابتًا في موقفه، متزنًا في قراراته، وفيًا لقضاياه العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. هؤلاء الذين يرمون حجارة الحقد عليه، لا يدركون أن الأردن كالنخيل، كلما ضُرب بالحجارة، أهدى أطيب الثمر.
ولعلّ غزة كانت دائمًا شاهدًا حيًا على صدق الموقف الأردني، الذي لم يكن يومًا موسميًا أو استعراضًا إعلاميًا. ففي زمن الصمت العربي، كان النشامى يحمون المستشفى الميداني الأردني في قلب غزة، يضمدون جراح المصابين ويقفون في الصفوف الأمامية بلا مقابل.
وفي كل عدوان، كانت قوافل المساعدات الطبية والغذائية تنطلق من عمّان، تحمل الروح قبل الزاد.
وعندما اشتد الحصار واشتعل الجوع، كان الأردن أول من كسر الطوق وأدخل شاحنات الإغاثة، رغم كل المخاطر، ليقول للعالم: لا تتركوا غزة وحدها.
هنا لا تُشترى الكرامة، ولا تُباع المبادئ. هنا لا يُخون الشرفاء، ولا تُبدل المواقف وفق المصالح. الأردن لا يجيد لغة الانحناء، بل يتقن فن الوقوف بثبات، حتى عندما تشتد العواصف وتخفت الأصوات.
فليعلم الحاقدون أن الحسد لا يعيب الأردن، بل يفضح نواياهم. وأن الأردن لا يحتاج شهادة من أحد، فشعبه وجيشه وقيادته كتبوا تاريخه بالمواقف لا بالكلمات.
ختامًا، سيبقى الأردن وطنًا عصيًا على الكسر، عصيًا على الحقد، لأن من جذوره نبت الوفاء، وعلى أرضه سُقيت الكرامة، وفي سمائه ترفرف راية المجد.