facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أُذُنٌ من طين (و) عين لا ترى الطحين


د.محمد عبدالجبار الزبن
29-07-2025 10:35 AM

((وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ))

توطئة:
الأردنّ.. بلد تنمو فيه الكرامة، ويتغذى أهله على العزّة، ويسيرون في (طريق الملوك) الذي يحدثنا عن حضارة الأنباط جنوبيّ الأردنّ إلى شماله، وعلى شيمة الكرم ترعرع أبناؤنا آخذين تراث السخاء من آبائهم وأجدادهم، ومن الكرم أنهم يقدمون المعروف، ولا ينتظرون الشكر على المعروف، وهذا خُلُقٌ من أخلاق الكرام عندهم معروف.

هكذا تربينا في الأردنّ.. وقد أكرمنا الله تعالى في العصر الحديث ببناء دولة مُحكمة حكيمة، كانت قيادتها الهاشمية من سلالة النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، فتكاتف الأردنيون لبناء هذا الصرح الجميل، أعلاه كأدناه، وداخله كخارجه، كلّه لا يعرف سوى العطاء والتفاني، حتى أصبح الأردنّ ملاذا لكلّ من أراد الأمان، في زمن قلَّ فيه الأمان ومعانيه، والوفاء ومبانيه، وسيبقى الأردنّ والأردنيون، يتعاملون بناء على تعليمات دينهم، ومبادئهم وعاداتهم وسجياتهم النبيلة، وما يمليه عليهم ضميرُهم الإنسانيّ، الذي لو نطق لقال: نشامى.. وربِّ الكعبة.

وهنا..

ينبغي للشريف أن يكون شريفا في مهنته، شريفا في قولته، شريفا في نقله للأخبار، شريفا في حكمه على الآخرين، أمّا أن يدّعي أحدهم أنه شريفا في قومه، ويأتي بكلمة شرّ تصنع فتنةً تجلبُ الشرر، والفتنة نار لا تبقي ولا تذر، وهي نذير شؤم للبشر، فأّيُّ شيء يصنعه من يدعي على النبلاء، ويتهمهم أنهم على مقام الكرامة دخلاء!!. لقد خاب وخسر، من صنع الفتنة وأوقد أُوارها، وأشعل نارَها.. ولكن.. أنّى لهم: ((فاللهُ خيرٌ حافِظًا وهو أَرحمُ الرَّاحمين)).

اليوم وفي خضمّ النزاع الذي يخوضه أهلُ الحقّ ومن ساندهم، وأهلُ الباطلِ ومن ناولهم وعاونهم، نجدُ أنّ بعضَ وسائل الإعلام، لا تتورّع عن نقل الصورة التي تتلاءم ومبادئ حامل الميكريفون، فتراهم يغلّبون الشهرة والاشتهار، على حساب الجوعى والمرضى من الصغار والكبار، وإنه من المؤسف تماما، أن نرى من يُنكر جهودا مضنية تبذلها بلاد وهيئات وشعوب، وتسليط الضوء على أقلّ القليل ممن يقدمه فلان أو فلان.

نعم.. إنّ الشكر موصول لكلّ من قدّم أو يقدم للإنسانية عموما، ولأهلنا في غزّة خصوصا، ولو كان الذي قدّمه أقلّ القليل، ولكن.. أن ينكر أحدهم ما قدّمه ويقدّمه الأردنّ من عطاء ودعم وجهود وصلت الليل بالنهار وواصلت التفاني بسهر الأيام والليالي، ولم يلبث الأردنّ: (قيادة وحكومة وشعبا) منذ اللحظة الأولى بتنبيه العالم لخطورة ما يجري، وأتبع التنبيه بتعب العين والجسد، والأردنّ يسعى حثيثا لمنع إراقة الدماء، ووقف النزيف والأشلاء... إلى آخر ما قدم، فمن يقدر على شكرك يا أردنّ إلا الله ربّ العزّة الذي وهبك كلّ هذه القدرات لتقدم ما قدّمت.

إنه الأردنّ..

لم ينتظر من أحدٍ الشكرانَ على ما قدّم ويقدّم، لكننا نأسف حينما يقابَل المعروف بالنكرانِ. إلا أنّ شمسَ العطاء لا يغطيها غربالُ ناعقٍ، ولا يمنع إشراقَتها كلمة يتفوه بها مغرض لا يحبّ إلا نفسَه، له أذن من طين لا يسمع كلمات الأردنّ ونداءاته التي يسمعها القاصي والداني، وله عينٌ لا يرى فيها كلَّ هذا التفاني من الأردنّ لحقن داء الأبرياء، فهو يرى حبة العدس من غير الأردنّ (مشكور من أرسلها) لأنها ترضيه، ولا يرى قوافل الطحين (من الأردنّ) لأنها لا ترضيه.

والسؤال: هل أهل غزّة بحاجة إلى (الشّو) أم إلى الأقوال التي تصنع الأفعال ويسطرها الأبطال؟ وهل أهل غزّة اليوم بحاجة إلى المسابقة للظهور أم هم بحاجة إلى مستشفيات ميدانية تخفف عنهم العناء وأطباء يتفانون لأجل تحقيق الشفاء؟ وهل أهل غزّة بحاجة إلى جعجعة من غير طحين أم إلى نداءات الحكماء والقادة أمام العالم ليتحرّك لإنقاذ غزة وأهل غزة؟.

ليس أمام هذه السؤالات المهمة، سوى قول الله تعالى: ((وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)) الآية. وبالسلام على أهل الخير نختم الكلام. حفظك الله يا أردنّ لتبقى ملاذا للكلمة الطيبة الصادقة.

* Agaweed2007@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :