كيف نواجه العدو وبيوتنا من زجاج؟
موفق جباعتة
29-07-2025 02:03 PM
في كل مرة نرفع فيها شعارات "المواجهة" و"التحرير"، نصطدم بحقيقة لا يمكن تجاهلها: كيف سنواجه عدونا وعدونا بيننا؟ كيف نوجه بنادقنا نحو الاحتلال، بينما نحن غارقون حتى الركب في صراعات طائفية، وأزمات سياسية، وخيانات داخلية، وولاءات لا تمت للأرض ولا للكرامة بصلة؟
نحن أمة تُنهك نفسها قبل أن تنهكها معاركها. تنقسم وتتصارع وتكفّر بعضها البعض، ثم تتساءل: لماذا لا نحرر فلسطين؟ الجواب أقرب مما نتصور... لا يُحرّر وطن بأيدٍ متفرقة، ولا يُهزم عدو بقلوب ممزقة.
ننظر إلى الأردن – بلدٌ صغير بحجمه، عظيم بمواقفه – فنجد فيه نموذجًا للصوت العاقل، والموقف الثابت، رغم كل الضغوطات. لم يُطبع، ولم يخن، ولم يساوم على القدس، ولا على دم الشهداء. لكن الأردن وحده، كما نقول، "يدٌ واحدة لا تُصفّق". فماذا بعد؟
الوحدة لم تعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية. الشعوب العربية بحاجة لأن تنهض من سباتها، لأن تُسقط كل الأعلام الزائفة، وتُعيد ترتيب خريطتها القيمية. نحتاج إلى بناء الداخل، إلى إطفاء حرائق الطائفية، وكسر قيد التبعية، وإعادة تعريف العدو الحقيقي.
حين نتوحد، حين تصبح بوصلتنا واحدة، وولاؤنا واحد، ودمنا واحد، عندها فقط يمكن أن نقف وقفة رجل واحد في وجه الاحتلال. أما الآن، فما زلنا نصرخ في صحراء الانقسام.