facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلسطين من قمة قضايا الأمة إلى مسألة "لقمة" !


صالح الراشد
29-07-2025 10:44 PM

تراجعت القضية الفلسطينية في أولويات الأمم وبالذات الأمتين الإسلامية والعربية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لتنتقل من قضية الوطن المستقل الحُر القادر على الحفاظ على أرواح الشعب الفلسطيني من أعداء الإنسانية إلى قضية "لقمة" لسد جوع أهل غزة، بعد ان فرض الكيان الحصار عليها وقتل من أهلها سبعين ألف مواطن ودمر بيوتهم والبنية التحتية وطالب بتهجير سكانها أصحاب الارض والحق، ولم تحرك الدماء الفلسطينية التي سالت ومنها دماء أكثر من ثلاثين ألف طفل العالم ولا الأمم المتحدة التي أثبتت أنها مجرد فزاعة لا ترعب العقاب الإسرائيلي ولا تمنعه من قتل الأطفال والنساء في فلسطين وغيرها.

وتنازلت الدول الإسلامية عن دورها في حماية فلسطين مبكراً ولم تقدم شيء للتصدي لوعد بلفور المشؤوم، لتصبح فلسطين قضية عربية خالصة مع تأسيس جامعة الدول العربية، وازداد التحول رسوخًا بعد النكبة وظهور الكيان للعلن، لتبرز القومية العربية كقوة جديدة في المنطقة مع ظهور الناصرية وانطلاق حركة فتح الفلسطينية وسط تأييد عربي، ثم ظهرت منظمة التحرير الفلسطينية كقوة سياسية وعسكرية تمثّل الفلسطينيين، ثم حلت نكسة حزيران بهزيمة الجيوش العربية واحتلال الضفة الغربية وغزة والقدس وسيناء والجولان، ليصاب العالم العربي بالإحباط لقناعته بعدم قدرة الأنظمة العربية المتناحرة على تحرير فلسطين.

وفي هذه الظروف انطلق الكفاح الفلسطيني المسلح بقيادة حركة فتح وفصائل المقاومة، ليصعد ياسر عرفات لقيادة المنظمة لتصبح المنظمة أكثر استقلالاً عن القرار العربي الرسمي، وقامت بعديد العمليات العسكرية في فلسطين المحتلة وهو ما أهّلها لتصبح الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بعد القمة العربي بالرباط رغم عديد الاخطاء التي قامت بها المنظمة في الدول المستضيفة، لتعمل في لبنان وتعرضت لضربة عنيفة بنزوحها وخروجها عام 1982 بعد عدوان عنيف للقوات اللإسرائيلية على لبنان لتكون كل من تونس واليمن الوجهة القادمة، وخلال فترة قصيرة فقدت المنظمة أبرز قياداتها ليبقى ياسر عرفات من صفوف الصقور فيما حوله مجموعات من الحمائم، بعد استشهاد كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار والأمير الأحمر علي حسن سلامة في بيروت، وخليل الوزير "ابو جهاد" وصلاح خلف "ابو اياد" وهايل عبد الحميد "أبو الهول"، وفخري العمري "أبو محمد" في تونس .

عقب هذه الاغتيالات حصل تغير واضح في مسيرة المنظمة وتوجهت صوب العمل السياسي التفاوضي بعد خسارتها لأشرس مقاتليها ، ليعلن الرئيس ياسر عرفات الاستقلال الفلسطيني (1988) في الجزائر، لتذهب المنظمة صوب التفاوض في مؤتمر مدريد (1991)، ثم وقعت اتفاق أوسلو (1993) مع الكيان ليتم إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994 في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولم يطل الهدوء حتى ظهرت حركة حماس في عام 2000 مع الانتفاضة الثانية، ثم حصل التغير الابرز بعد وفاة عرفات (2004) وتولي محمود عباس (أبو مازن) قيادة المنظمة، ليواجه تحديات داخلية كبرى أخطرها الانقسام بين فتح وحماس عام 2007 والذي انتهى بسيطرة حماس على غزة.

وتسبب الانقسام بفشل ذريع لمنظمة التحرير لتحقيق أهدافها التي أنشأت من أجلها بسبب تراجعها في ظل الظروف الجديدة، فالمفاوض المباشر في أوسلو كان منظمة التحرير مع الاحتلال ودون مشاركة ووصاية عربية، لكن هذا الاتفاق لم يمنع الانتفاضة الثانية، لتؤكد الانتفاضتان أن الشعب الفلسطيني من يقود النضال والمقاومة، وفي المحصلة أصبحت القيادة بيد الفلسطينيين سياسيًا وميدانيًا، لتتخلى منظمة التحرير عن أهدافها بتحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح مكتفية بالمفاوضات التي يتعامل معها الإسرائيليون على أنها مفاوضات لأجل المفاوضات دون تقديم تنازلات، وفشلت المنظمة في توحيد الفصائل الفلسطينية تحت مظلة واحدة بخروج حماس عن الصف الفلسطيني وتفردها بحكم غزة، وهو ما تسبب في شرخ بالهدف الثالث المتمثل بتمثيل الشعب الفلسطيني سياسيًا لا سيما ان لحماس علاقات مع تركيا وايران وقطر وتتعارض في علاقتها مع السياسة المصرية، فيما تركز السلطة الفلسطينية على استعادة موقعها من خلال الحراك الدبلوماسي في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية.

لقد نقلت منظمة التحرير القضية الفلسطينية من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي والدبلوماسي، لكنها واجهت تحديات داخلية وخارجية قللت من فاعليتها في ظل الانقسام الفلسطيني، فيما اكتفت جامعة الدول العربية والأنظمة العربية بعد طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي بادانت أي خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وتمركزت طلباتها على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لوقف العدوان وفتح المعابر، ودعت إلى تشكيل صندوق تضامن عربي لإعادة إعمار غزة، وإلى تنسيق برلماني لتعزيز دعم الفلسطينيين قانونياً وسياسياً، فيما اعتبر مجلس الجامعة الدائم سياسة التجويع بمثابة جريمة محتملة بما ينسجم مع اتفاقية روما للقانون الدولي الجنائي، وفي النهاية تركزت المطالب الفلسطينية والعربيه والعالميه على التعامل مع قضية غزة على أنها قضية إنسانية تنتهي بادخال الطعام والدواء وهو تراجع عظيم في مفهوم القضية وأهدافها.

آخر الكلام:

القضية الفلسطينية كانت كبيرة كقضية إسلامية ل( 57 ) دولة ليتم تصغيرها لتصبح قضية ل(22) دولة عربية، ثم تم تصغيرها لتصبح قضية منظمة، وعلى ذات المنوال تم تقليص الاهداف من تحرير فلسطين من النهر للبحر إلى نظرية العيش المشترك حسب قرارات الأمم المتحدة ثم انتهت كقضية إنسانية ولقمة طعام، لذا ضاعت فلسطين بالتلاعب بها وبأهدافها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :