في غزة صدمت الانسانية العالمية وتفاجأت بان القانون الدولي فاجر يشرعن اكل القوي للضعيف وان هيئة الامم المتحدة لاتمتلك الا سلطة على الضعفاء وان مجلس الامن الدولي اداة بيد امريكا وحلفائها لاصدار القرارات والعقوبات على المستضعفين في الارض وكثيرا مايكون اداة لشرعنة العدوان على الانسان وبالذات العربي فقد دمر العراق بقرارات وعقوبات وفرمانات اصدرها على رقاب العراقيين بينما لم يرى العالم منه سوى التمنيات على إسرائيل بوقف جرائمها في غزة ومذابحها بالفلسطينيين٠

في غزة تبين للعالم وخاصة العربي ان المنظمات الدولية الانسانية والحيوانية وحقوق الانسان والمرأة والطفل والصحة والتعليم وغيرها ماهي الا ادوات تجميلية للوجه القبيح لدول تنادت بالحرية والديموقراطيةوغيرها واستخدمت تلك الشعارات للتدخل في هيكلية المجتمعات وجلب المعلومات وادوات للاستخبارات والعبث بفكر الشعوب وتغيبر قيمها وتوجيهها صوب اهدافها والا لماذا صمتت وعجزت اليوم عن جوع اهل غزة وظلمهم وموتهم وتقطيع اوصال اطفالهم ولم نسمع منها حتى إدانات ترتقي الى حجم الجريمة التي ترتكب بحق الانسان ولن يغفرها التاريخ.

في غزة تعرى عظم السياسيين والقادة الدوليين عن جلد شعوبهم لتبين ان اكثرهم زعماء حرب بلا رحمة ولا ضمير وان السياسة الدولية بلا قيم ولا اخلاق والا لما ذبح اهل غزة وعلى رؤوس الاشهاد ومرأى الابصار في ظلام الليل ووضح النهار

في غزة تبين الوهن العربي والاسلامي وخفة مكاييل هذه الامة العاجزة في الموازين الدولية ليشهد الجيل المعاصر مأساة انهم من امة لاتملك الا البكاء والدعاء والنحيب فكيف لهم ان يقتنعوا انهم احفاد اجداد خلدتهم ذاكرة التاريخ المجيد.

في غزة قتلت الانسانية وحمل العالم بنعشها ودفنتها إسرائيل في رمالها.