facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأزعر المدعوم .. وحكاية حيّ يبحث عن سيادته


محمود الدباس - أبو الليث
04-08-2025 11:49 PM

في أحد أحياء المدينة.. حيث البيوت متقاربة.. والقلوب متصلة.. ظهر رجل غريب.. لا يملك علماً ولا حلماً.. لكنه امتلك بطشاً يرهق النفوس.. صار يفرض أتاوات على الناس.. يطرق أبوابهم متى شاء.. ويأخذ ما يريد دون رقيب.. أو حسيب.. ومَن يحاول الامتناع.. يجد نفسه محاطاً برجال الشرطة.. الذين لا يأتون لحماية الحي.. بل لتثبيت سطوته.. وكأنهم يباركون فعلته.. وكان الأطفال ينكمشون خلف جدران البيوت.. بينما الآباء يعتصرون قهراً.. وهم يدفعون ثمن صمتهم المفروض..

أدرك الناس سريعاً.. أن هذا الأزعر.. ليس إلا أداة صغيرة بيد قوة أكبر.. وأن مركز الشرطة.. هو مَن أوجده وحماه.. فصار الاعتراض عليه.. جريمة يعاقب عليها القانون.. وصارت السيادة التي طالما افتخروا بها.. مجرد كلمات في أحاديث السمر.. لا تجد لها مكاناً في الواقع..

ومع مرور الأيام.. تنوعت مواقف أرباب الأسر.. بعضهم حاول أن يواجهه بشجاعة.. فانتهى مكسوراً مطحوناً.. وبعضهم أدرك.. أن المشكلة ليست في الأزعر ذاته.. وإنما في صاحبه الخفي.. الذي يقف وراءه ويدعمه.. فتعامل معه بالسياسة والمراوغة.. علّه يحفظ كرامته.. ويحمي بيته من الخراب..

لكن المعضلة.. لم تكن في رجال الحيّ فقط.. بل في البيوت.. التي لم تدرك حجم المعركة.. فأبناء الحيّ ونساؤه.. كانوا يطالبون رجالهم بالوقوف في وجه الأزعر وإسقاطه.. معتبرين أن الأب.. لا يخشى خصماً مهما بلغت قوته.. غير مدركين أن مواجهة الأزعر.. تعني مواجهة صاحبه الخفي.. ذاك الديناصور الجاثم خلف أسوار المركز.. الذي لا يُرى بالعين إلا اذا جد الجِد.. لكن الجميع يشعر بوطأته الثقيلة فوق صدورهم..

وهكذا غدا الأزعر جزءاً من حياة الحي.. لا لأنهم رضوا به.. بل لأنهم أيقنوا أن التخلص منه ليس بالأمر اليسير كما تتصور نساء الحيّ وأطفاله.. وصارت خطب الساحات مجرد رفعٍ للمعنويات.. بينما الحقيقة.. تُختصر في ظل القوة الخفية.. التي نصّبته قوةً لا تُقهر..

غير أن الفجر لا يولد بالتمنيات.. ولا يشرق بالخطابات.. وإنما بالفعل الجاد.. حين يتفق أهل الحيّ على كلمة سواء.. ويعودون إلى ثوابتهم.. فيدركون أن قوتهم الحقيقية في وحدتهم.. وأن الأزعر لن يرحل.. إلا إذا وقفوا صفاً واحداً.. متحدي القلوب والنيات.. لا بالأحلام والامنيات.. بل بالفعل الذي يصنع التغيير.. عندها سيعود الأطفال إلى اللعب في الأزقة بلا خوف.. وستُفتح أبواب البيوت دون رهبة.. وسيسير الآباء برؤوسهم المرفوعة بالكرامة.. ويكتب للحي فجره الجديد..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :