facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة نقديّة في التعديلات الوزاريّة في الأردن


د. معروف سليمان الربيع
06-08-2025 02:19 AM

أصبحت التعديلاتُ الوزاريّةُ المتكرّرة في الأردن ظاهرةً سياسيّةً لافتة، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى البُعد الإصلاحي الجاد، إذ لا تأتي في سياق مراجعة شاملة للسياسات ولا تترافق مع تقييم معلن للأداء. وقد أفضى ذلك إلى انطباع عام لدى المواطنين بأن التعديلات تُستخدم أحيانًا لإعادة توزيع المواقع الإدارية، دون مساس فعلي بجذور الإشكالات الإدارية أو الخدمية.

المسألة الجوهرية لا تتعلق بمن يدخل أو يغادر التشكيل الوزاري، بل في غياب مكاشفة حقيقية حول معايير الاختيار وأهداف التعديل، الأمر الذي يُسهم في اتساع الفجوة بين المواطن والمؤسسات التنفيذية.

ما الذي يترقّبه المواطن من التعديل الوزاري؟

أولًا: الكفاءة معيارًا لا التوازنات
يرى المواطن أن المرحلة تتطلّب اختيار أصحاب الكفاءة والخبرة، بعيدًا عن أي اعتبارات لا تتصل بالجدارة. فالتجديد الحقيقي يكون عبر استقطاب طاقات جديدة قادرة على الإنجاز، لا عبر إعادة تدوير الأسماء دون تغيير في النتائج.

ثانيًا: الشفافية في أسباب التعديل

من حق الرأي العام أن يطّلع على مبررات التعديل، وأن يعرف الأسس التي تم اعتمادها في التغيير الوزاري. فالصمت الرسمي بشأن هذه القرارات لم يعد ينسجم مع متطلبات العصر القائم على الشفافية والمساءلة.

ثالثًا: برامج عمل واضحة

من الضروري أن يقدّم كل وزير رؤية عملية مدروسة، تتضمّن أولويات محددة وأُطرًا زمنية قابلة للقياس والتقييم. فالإدارة العامة لا تُدار بردّات الفعل أو بسياسات يومية متقطعة.

رابعًا: ربط المناصب بالإنجاز

ينبغي أن يرتبط التقدم الوظيفي والسُلم الإداري بسجل الأداء، بحيث تُراعى كفاءة المرشح وخبراته السابقة، تجنّبًا لأي انطباع بأن المناصب تُمنح دون تقييم واقعي للقدرة على تولّي المسؤولية العامة.

خامسًا: رؤية وطنيّة لا ظرفيّة

التعديل الوزاري لا يُفترض أن يكون رد فعل لأزمات أو تطورات طارئة، بل جزءًا من خطة إصلاحية متكاملة، تهدف إلى تعزيز الحوكمة وتحسين جودة الخدمات العامة.

سادسًا: تحصين القرار من التأثيرات غير المهنية

إن حُسن اختيار المسؤول العام ينبغي أن يستند إلى اعتبارات مهنية وموضوعية، بعيدًا عن أي ضغوط قد تؤثر على جوهر القرار، لضمان كفاءة الأداء وحيادية الإدارة العامة.

خلاصة القول

التعديل الذي لا يُحدث فرقًا ملموسًا في الأداء والسياسات العامة، لا يُعد إصلاحًا حقيقيًا، بل مجرد تغيير شكلي لا يلبي تطلعات المواطن. المطلوب رؤية حكومية واعية، تضع الكفاءة على رأس الأولويات، وتنتقل من مرحلة الوعود إلى مرحلة النتائج، بما يُعيد الثقة إلى المؤسسات ويعزّز الانتماء للدولة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :